تبدو مجموعة الروبوتات هذه, أشبه بالروبوتات التقليدية العادية من حيث التصميم والاستخدام ظاهرياً. لكنها في الواقع تختلف عنها, لكونها تتحرك حركة جماعية, في شكل شبكة واحدة متصلة مع بعضها بعضاً. وما أن تكتشف وحدة من وحداتها شيئاً ما, حتى تتعرف بقية الوحدات على الشيء نفسه في وقت واحد. والسر وراء ذلك, أنها تستخدم شكلاً من أشكال التقنية الاستخباراتية الصناعية, كي تقوم بأداء مهماتها ووظائفها. صحيح أن هذه التقنية لا تزال قيد البحث والدراسة والتجريب, إلا أنه يتوقع لها قريباً أن تصبح واقعاً ميدانياً في العمل الاستخباراتي, وبذلك يتحقق حلم الأوامر العسكرية المحلقة, التي تنفذها مجموعات من الروبوت, تحمل تسمية "السرب" أو "الخلية" في إشارة إلى طريقة عملها الجماعية.
فخلال الشهر الماضي, أعلنت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية, عن اعتزامها إنفاق ما يصل إلى 1.9 مليار دولار, في نشر أسراب من الروبوتات التجسسية, على امتداد الحدود الفاصلة بينها وجارتها كوريا الشمالية. وعلى الرغم من أنه سوف يتم استخدام هذه الروبوتات لأغراض المراقبة والتجسس بالدرجة الأولى, إلا أنه لا يستبعد تسليح بعضها. وبموجب هذه الخطوة, فسوف يصبح ممكناً لكوريا الجنوبية سحب قواتها المنتشرة على امتداد المنطقة الحدودية الفاصلة مع جارتها الشمالية, التي تمتد لنحو 150 ميلاً, فيما يعرف بالمنطقة المنزوعة السلاح بين الجارتين. وتعد هذه المنطقة, من أكثر المناطق العالمية خضوعاً للحراسة. جاء التصريح الكوري الجنوبي المذكور, على لسان وزير الدفاع, خلال حديث له أدلى به إلى وكالة "أسوشيتد بريس".
هذا وتعد شركة "آي روبوت" وهي شركة مقرها بمدينة بيرلنجتون بولاية ماساشوستس, من أكبر الشركات العالمية العاملة في مجال تصنيع شبكات الروبوت, أو ما أشير إليه سابقاً باسمي "الخلية" و"السرب" على نطاق العالم بأسره. وحتى الآن فإن هناك حوالي 100 وحدة من وحدات الروبوت هذه, تخضع لتجارب العمل الجماعي وتؤدي عملياتها ومهامها بصفتها فريقاً واحداً, وقد أمكن عبرها، استخلاص درس أساسي في ميدان استخدام الروبوتات للأغراض العسكرية: لابد من تذكير الروبوتات الحقيقية بإعادة شحن نفسها ذاتياً. وهذه هي ميزة روبوت "رومبا" وهو اسم آخر لخلايا الروبوت, إذ في مقدور الواحد منها, العودة إلى محطة الشحن الرئيسية التي انطلق منها, حين تفرغ البطارية التي يعمل بها.
ومن جانبها تعمل الولايات المتحدة الأميركية، على تطوير "نظام قتال مستقبلي" FCS يتضمن بين ما يتضمن, تطوير شبكة مغلقة من المقاتلين, وجنود مشاة ومقاتلين جويين من الروبوتات. ومن المفترض أن تتمكن هذه الروبوتات من الاتصال والتنسيق مع بعضها بعضا, وأداء المهام الموكلة إليها, حسب الأوامر والتعليمات المحددة. كما يتوقع لهذه الروبوتات أن تتضمن ريشة بزنة 25 رطلاً, يمكن للجندي العادي أن يحملها بين معداته العسكرية في حقيبة الظهر الملازمة له. كشف عن هذه المعلومة, السيد دنيس مولينبيرج –مدير "نظام القتال المستقبلي" بشركة بيونج التي أوكلت لها مهمة مراقبة مئات العاملين في البرنامج أو النظام المذكور - خلال مؤتمر صحفي له عقده مؤخراً في مدينة كامبريدج بولاية ماساشوستس, حول الروبوتات. وأوضح مولينبيرج أنه وما أن يتم إطلاق الريشة المذكورة, حتى تتمكن من إجراء مسح استخباراتي عام لأرض المعركة, وذلك إما بتحليقها في سماء الميدان, أو عندما تحط في إحدى المناطق المرتفعة, الواقعة في منطقة الميدان الحربي. وأضاف المتحدث قائلاً إن وحدات الروبوتات المستقبلية هذه, ربما تتألف من حوالي 3000 جندي و900 جندي, إلى جانب بضع مئات من الروبوتات, على أن يتم تسليح بعضها, شريطة أن تعمل جميعها كشبكة واحدة.
وعليه, فإنه يتوقع أن تطلق الولايات المتحدة شبكة روبوتاتها خلال خمس سنوات من الآن. وفي الاتجاه نفسه, تعمل شركة "فرونتلاين روبوتكس" في أوتاوا جنباً إلى جنب مع شركة "دودام للنظم المحدودة" في كوريا الجنوبية, في إطار مناقصة أبرمت معها لتزويد برنامج DMZ الدفاعي. وتأمل الشركة الكندية في تنفيذ خططها الرامية إلى إنتاج نوع من الروبوتات, تتمتع بدرجة عالية من الاستقلالية في أداء عملها ومهامها, إلى جانب إنتاج "خلايا" الروبوتات, على حد قول رتشارد ليباك رئيس شركة "فرونتلاين" ومديرها التنفيذي. وضمن اختبارات عملية أجريت الشهر الماضي على النوع الأول من الروبوتات الكندية هذه, استطاع كل واحد منها أن يحدد الممر الضيق المحدد له للسير عبره.
يجدر بالذكر أن جميع الشركات المصنعة للروبوتات, تستلهم أخيلتها من إيحاءات الطبيعة. وترتبط هذه الإيحاءات بسلوك كل من خلايا النحل وأسراب العث والنمل, إلى جانب أسراب الطيور ومجموعات الأسماك. فعلى سبيل المثال, تترك مجموعة النمل خطاًَ وراءها عندما تمر, يساعد في إرشاد بقية أفراد المجموعة إلى مورد الطعام. كما يعرف عن النمل أنه يعمل كفريق, في توزيع مهامه وعمله على كافة أفراد المجموعة, إضافة إلى قدرة كل واحدة منه على الع