لقد سئم الأوروبيون من الكلام الفضفاض والبرامج الخيالية الفلسفية والأحلام الإمبراطورية الأوروبية، ويريدون الآن شيئاً ملموساً، لا مجرد خطابية الزعماء، والكاريزما التي لا تدخل شيئاً في جيوب عامة الناس. ويوم الأحد المقبل سيقول الفرنسيون كلمتهم بـ"نعم" أو "لا" للدستور الأوروبي. كلمة "لا" هي التي ستكون غالبة،ولذلك يسابق الرئيس شيراك عقارب الساعة، لكسب أصوات المترددين الذين لم يحسموا موقفهم بعد بشكل نهائي. وسبب قلق شيراك، هو أن نتائج هذا الاستفتاء الذي ألقى بكامل ثقله وراءه، ستكون لها انعكاسات كبيرة على مستقبله السياسي. فالرجل الذي فاز في انتخابات 2002 بأغلبية كبيرة يرى الآن شعبيته وشعبية حزبه الديغولي تتبخر شيئاً فشيئاً وهناك كثيرون في فرنسا يحملونه مسؤولية ضعف أداء حكومة رئيس وزرائه رافاران الاقتصادي. وقد دلت نتائج الانتخابات البريطانية الأخيرة على أن الاقتصاد ومعدلات البطالة ونسب النمو هي شيفرات الفوز في الانتخابات في القارة الأوروبية.
أحمد شعيب- باريس