عندما يتجاوز الاعلام حدود نقل الخبر ورصد الوقائع، يصطدم بالمعايير الأخلاقية ويدخل في دوامة سؤال محوري هو لماذا الآن؟ وضمن هذا جاء نشر صور صدام حسين بملابسه الداخلية، وهي صور سربها كما ذكر جنود أميركيون أملاً في أضعاف معنويات منفذي الهجمات ضد القوات الأميركية الموجودة في العراق. الغرض الأساسي من نشر صور صدام هو التغطية على أزمة تقرير "النيوزويك" الذي أشار إلى تدنيس المصحف على يد محققين أميركيين في معتقل "جوانتنامو"، ما وضع إدارة بوش في مأزق، خاصة وأن المؤسسات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وجهت لوماً شديداً لإدارة بوش على انتهاكها لاتفاقيات جنيف من خلال معاملة الأسرى والمحتجزين في السجون الأميركية.
وإذا كانت صور "أبوغريب" شكلت رصداً للتجاوزات الأميركية الصارخة في العراق، فإن صور صدام جاءت لتثير تساؤلات كثيرة عن دور الإعلام في تشكيل الرأي العالمي تجاه الحروب والصراعات.
لكن إذا كانت صور الانتهاكات في سجن أبوغريب قبل عدة شهور، وصور صدام قبل أيام قد أثارت زوبعة كبيرة لدى الرأي العام العالمي، فالإعلام بمقدوره كذلك كشف الفظائع وأيضاً فضح السياسات المغرضة للأطراف المتحاربة. ويمكن القول إن ثمة أيادي خفية توجه الإعلام الغربي لإثارة ضجة من حين إلى آخر للتغطية على أخطاء هنا أو هناك، أو شد انتباه العالم نحو قضية بعينها، وتجاهل قضايا أخرى مهمة.
إسماعيل نجيب- دبي