يخطئ من يظن أن مسألة القدس ستحل قريباً، أو أن القضية الفلسطينية عموماً في طريقها إلى الحل، وذلك لكون الاحتلال الصهيوني لا يدخر جهداً في بناء الحواجز والمستوطنات، ويسعى دائماً نحو تهويد الأراضي الفلسطينية، خلف رداء السلام الزائف، الذي نراه قائماً عبر الاتفاقيات والتعهدات المبرمة بين الحكومة الفلسطينية والإسرائيلية. الإسرائيليون يخططون لقلب الحقائق وتغيير الواقع على الأرض، ضمن عملية مخطط لها بشكل دقيق، حين يقوم شارون باغتنام الفرص الدولية للاستحواذ على الأراضي الفلسطينية بحجة توسيع مستوطناته. وللأسف مازال العرب يلعبون دور المشاهد البارع للأحداث الجارية في فلسطين، وذلك على رغم أنهم مدركون أن القضية ذات أبعاد عربية وإسلامية يصعب تجاهلها. فكثيرا ما قرأنا أن الحكومة الإسرائيلية لم توف عهودها واتفاقياتها الخاصة بالسلام، لكن لم نجد ردود فعل عربية قوية على هذا الاستخفاف الإسرائيلي.
وفي كل يوم يسقط الفلسطينيون قتلى وجرحى من مختلف الأعمار، نساء وأطفال ورجال، فقد تعدت القوى الإسرائيلية حدودها بوضع حواجزها ومنع المواطنين من المرور وطردهم من منازلهم. والكارثة العظمى ازدادت باستخدام الاسرائيليين جهاز تفتيش يكشف عورات الفلسطينيين دون مراعاة لمشاعر من يتعرض لهذا الجهاز، ودون اكتراث بحقوق الآخرين في حفظ الأعراض والخصوصيات. فكم من أسرة فلسطينية باتت تهتك أعراضها وممتلكاتها؟
كما إننا نرى المدارس الفلسطينية أصبحت ملجأ مفتوحاً للقوى الإسرائيلية، وأصبحت كما يقال "وكالة من غير بواب"، والهدف من ذلك كله إثارة الرعب في صفوف الفلسطينيين بأعمال استفزازية وعدوانية على الأرض المحتلة. ولكن سيبقى الفلسطيني هو اللاعب القوي والوحيد على أرضه الذي يؤكد دائما رفضه للاحتلال. فرعاك الله يا فلسطين وجعلك صامدة بوجه أعدائك.
سندية محمد - جامعة الامارات