السؤال الذي يطرح نفسه في هذه المرحلة على العراقيين بكل طوائفهم ''خصوصا السنة والشيعة'' لمصلحة من هذا الاستهداف الحاصل لعلماء الدين ودور العبادة والاستقطاب الخطير بين الطرفين؟.. بالتأكيد ''السنة والشيعة'' براء مما يحصل رغم حالة الاحتقان الحاصلة وحالة الاستقطاب التي تتزايد في هذه الآونة والتي طفت على السطح نتيجة للأجواء الملبدة عبر تصريحات لمسؤولين من الطرفين. إن اللعب على هذا الوتر أمر في غاية الخطورة ولن يخدم العراق ولا العراقيين بكل طوائفهم خصوصا ''السنة والشيعة'' أبناء الوطن الواحد والعقيدة الواحدة لأن المستهدف من وراء هذه الأعمال الخبيثة ليس السنة والشيعة بل العراق وطنا وشعبا، وعمليات التفخيخ والتفجير والاغتيالات التي تقع بين الحين والآخر تريد أن تشعل نار الفتنة الطائفية ليقوم العراقيون بالمهمة التي فشل الإرهاب وأعداء العراق في إتمامها، ولا يريدون للعملية السياسية التي بدأها الشعب العراقي أن تتواصل لاسيما وأنها جاءت بأول حكومة عراقية منتخبة منذ أكثر من خمسين عاما وهذه الحكومة تحتاج إلى استمرار دعم العراقيين لها ودفعها إلى الأمام والتحصن بالوحدة الوطنية وسد كل الثغرات ووأد كل النعرات الطائفية التي تبث الفتنة وتمزق لحمة أبناء الشعب الواحد ·
في ظل هذا الوضع لا نعفي الحكومة العراقية من مسؤولية وقف مثل هذه التداعيات الخطيرة ووقف مثل هذه النعرات والعمل على تدعيم أركان الأمن والاستقرار وتوفير كل سبل الحماية لدور العبادة من المساجد والحسينيات والكنائس والرموز الدينية لسد جميع الثغرات التي يتسلل منها الإرهابيون وأعداء العراق لزرع الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد لاسيما وأن المرحلة الانتقالية الراهنة التي يمر بها العراقيون والحكومة العراقية الراهنة تستدعي الوحدة الوطنية والتمهيد لمرحلة الاستقرار الشامل والانتخابات المقبلة في العراق والتي سوف تسفر عن الدخول الفعلي للعراق والعراقيين في مرحلة جديدة مبنية على التفاهم والتآزر بين أبناء الوطن الواحد لبدء مسيرة التنمية والإعمار التي ينتظرها الشعب العراقي منذ عقود كي يعوض ما فاته خلال سنوات القهر والبطش والحرمان·