في المقال المنشور بصفحات وجهات نظر يوم الأربعاء 18 مايو تحت عنوان "شرقنا وشرقهم" تناول الدكتور علي الطراح موضوعا في غاية الأهمية، وهو كيف نجحت دول شرق آسيا في التطور والتفوق على الكثير من الدول التي كانت تفوقها ومنها دول تقع في شرقنا العربي. وقد ذكر الكاتب العديد من الأسباب التي ساعدت تلك الدول على تحقيق التقدم وأود أن أضيف أسبابا أخرى أعتقد أنها قد ساعدت تلك الدول على تحقيق ذلك التقدم المذهل. السبب الأول، هو أن تلك الدول تقع في منطقة لم تشهد معظمها اضطرابات كبيرة منذ منتصف الخمسينيات حتى الآن، وبالتالي فإنها لم تخض حروبا وصراعات تؤثر على خطط التنمية. السبب الثاني: الانضباط والتواضع الشخصي لأفراد تلك الشعوب. ونحن نشعر بهذا التواضع من خلال تعاملنا مع أبناء تلك الجاليات في دولة الإمارات التي لا نرى فيها تلك النماذج المنتفخة التي تظن نفسها - دونما مبرر حقيقي- من طينة أخرى غير طينة البشر. السبب الثالث أن قيمة العمل في مجتمعاتنا ليست من تلك القيم التي يمكن أن تمنح شخصا ما مكانة متميزة حيث تتضاءل تلك القيمة مقارنة بقيم أخرى مثل الثروة والأصل العائلي، والشهادة التعليمية، والقرب من أهل السلطة والنفوذ وغير ذلك. السبب الرابع، أن العقائد والأديان في تلك الدول وعلى رأسها الإسلام والكونفوشيوسية قد فهمت بشكل صحيح، وليس بشكل خاطئ كما حدث في الكثير من الدول العربية وهو الفهم الذي أدى إلى ظهور الجماعات الدينية التي تبنت أجندة العنف لتغيير الواقع السائد في تلك البلاد. ومما لا شك فيه أن الصراع الذي اندلع في مراحل مختلفة بين تلك الجماعات وبين حكومات الدول قد ساهم في تعطيل مسيرة التنمية، وأدخل تلك الدول في صراعات دامية لم يستطع بعضها الخروج منها حتى الآن.
عزت بدران- مصري مقيم في الشارقة