نشرت وجهات نظر يوم الأربعاء 18/5/2005 مقالا للدكتور علي الطراح عنوانه "شرقهم وشرقنا" قارن فيه بين التقدم الذي حققته دول آسيا والتأخر الذي "حققته" دولنا العربية، وعلى رغم الوجاهة الظاهرة في طرح الكاتب، إلا أنه بني على أساس مقارنة مغلوطة من وجهة نظري. فالظروف التاريخية والتجربة السياسية تختلف بين دولنا ودولهم. وقد بلغ الكاتب قمة تناقضه حين تحدث عن الكونفوشيوسية وقال إن لها دورا في تقدم الآسيويين لأنها تحض على العمل والإنتاج. ولكنه نسي في غمرة حديثه الاحتفالي بإنجازات الدول الآسيوية أن ماليزيا التي أسهب في الحديث عن نجاحها هي دولة إسلامية، ومحاضر محمد قائد مسلم. إذن الشاهد أن سبب تخلفنا ليس الإسلام ولا الثقافة الإسلامية التي أراد الكاتب بطرف خفي القول إنها سبب ذلك، من خلال حديثه عن دور الكونفوشيوسية في الحفز على العمل والإنتاج. وأخيرا أريد أن ألفت انتباه الكاتب إلى أن النقد البناء شيء وتسفيه تجربة دولنا الحضارية شيء آخر. أما تعميم الأحكام وإلقاؤها هكذا جزافا فلا أراه مفيدا.
أسامة إبراهيم- الشارقة