هل سيكون جورج بوش رجل القرن الحادي والعشرين، ولم يمض على هذا القرن سوى نصف عقده الأول؟ هل سيقوم بإنجازات في ولايته الثانية تساوي ما يمكن إنجازه لنصف قرن كامل من الزمان؟ أي قوة بلا حدود تدفع هذا الرجل إلى الهيمنة وإدارة الدول من خلال سفاراته؟ بعد أن تبدأ السفارات في نشر الديمقراطية في العالم، هل سيصبح لكل دولة حاكمان، أحدهما وطني يدعمه الموالون وآخر يتمثل في السفير الأميركي يستعين به المعارضون؟
إدارة بوش للعالم وتركيزه على المنطقة العربية لم تكن للضغوط الإسرائيلية من خلال اللوبي الصهيوني في أميركا ولا لشركات البترول الذي تنتجه المنطقة، بل إن عوامل أكبر من ذلك تتمثل في جغرافية المنطقة وحالتها السياسية المتوترة لأسباب دينية وأخرى اجتماعية. أما أهم الأسباب التي تسبق الإجابة على الأسئلة التي لم ترد بعد في أذهاننا، فهو الواقع المتسارع الذي يتقدم الخيال في شيئين: الأول المفارقة بين الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تنطلق بسرعة فائقة، وحالة التيه بين الخيارات التي نعيشها. ثانياً، حالة التطور النسبي التي بدأت تطل، ولو أنها "سلحفائية" إلا أنها أحدثت حراكاً أكبر من قدرة استيعابنا.
بوش أم أسامة ابن لادن هو الذي حرّك كل هذا المستنقع الراكد بتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر؟ قد يكون بن لادن هو رجل المرحلة، كونه استفز بوش وخلخل دولته التي تقوم على المال فضربها في مقتل، إلا أن هذه الضربة التي لم تقتلها ربما ساهمت في تقويتها، فبعد أن كادت الديمقراطية تموت في الولايات المتحدة، ها هو بوش بفضل أفعال بن لادن يحقق نجاحاً للتجربة الديمقراطية وإعادة الحياة والزخم لها من جديد. بن لادن أوجد لأميركا عدواً بعدما كادت تنام وتسترخي من الصراع الذي دام عشرات السنوات مع الاتحاد السوفييتي والذي هو الآخر سقط بفجائية لم تكن في الحسبان لمعظم أو كل مراكز الدراسات.
حامد الطيب إبراهيم- باحث قانوني- أبوظبي