دأبت إسرائيل على التشكيك في رغبة الفلسطينيين في تحقيق السلام، آخر حلقات مسلسل التشكيك الإسرائيلي كانت قبل أيام، عندما حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون من أن المقاومة الفلسطينية ستستمر بعد انسحاب الإسرائيليين من قطاع غزة. ويبدو أن تل أبيب تطلق هذه التحذيرات الاستباقية لتظهر أمام العالم بأنها تنازلت للفلسطينيين، ومن ثمَّ تتوقع هدنة طويلة معهم بعد الانسحاب من غزة، متناسية احتلالها للضفة الغربية، وأنها يجب أن تنسحب تماماً من كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
المتابع للسياسات التي ينتهجها شارون يلاحظ أن هذا الرجل متخصص في قلب الحقائق، في الوقت الذي يستعد للانسحاب من قطاع غزة، يعلن عن توسيع مستوطنة معالي أدوميم لفصل القدس عن الضفة الغربية، وهي خطوة تنطوي على أبعاد خطيرة، خاصة وأن القدس تدخل ضمن مفاوضات الحل النهائي. لكن يريد شارون أن يفرض واقعاً مربكاً على عملية التسوية بحيث يصبح التفاوض على المستوطنات هو محور التسوية السلمية لا الانسحاب من الأراضي المحتلة.
عماد عبد الرحيم- أبوظبي