:Middle East Journal


العراق يربك العلاقات التركية-الإسرائيلية


قضايا شرق أوسطية عدة شملها العدد الأخير من دورية Middle east journal التي تصدر كل ثلاثة شهور عن "معهد الشرق الأوسط" الذي يتخذ من العاصمة الأميركية واشنطن مقراً رئيسياً له. وتحت عنوان "تركة العراق من الأسلحة الكيمياوية: ما الذي يتعين على الآخرين تعلمه من صدام" كتب "ريتشارد إل. راسل" مقالاً خلص خلاله إلى استنتاج مفاده أن خبرة العراق مع هذا النوع من الأسلحة تحمل في طياتها دروساً للبلدان الساعية إلى التخلص من نقاط الضعف الخاصة بقدراتها العسكرية التقليدية. الكاتب وهو، أستاذ شؤون الدفاع الوطني بمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية التابع لجامعة "الدفاع الوطني" الأميركية، يرى أن الدول قد تتعلم من صدام حسين أن الأسلحة الكيمياوية مفيدة في شن الحرب ضد بلدان غير مستعدة للدخول في معارك يستخدم فيها هذا السلاح، أو ضد متمردين مدنيين في الداخل. لكن السلاح الكيمياوي ليس "السلاح النووي للفقراء"، فالأسلحة النووية فقط هي التي بمقدورها ردع أية عداوات محتملة، حتى ولو كانت من الولايات المتحدة الأميركية.


أما "مصطفى كيباروغلو" أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "بيلكت" التركية، فصب اهتمامه على العلاقات التركية الإسرائيلية؛ ففي مقاله المعنون بـ"صراع المصالح في شمال العراق يضع التحالف التركي- الإسرائيلي على مفترق طرق"، توصل الكاتب إلى استنتاج مفاده أنه في الوقت الذي تخشى تركيا ظهور دولة كردية بشمال العراق، تفضل إسرائيل هذا السيناريو خدمة لأغراضها الأمنية. وهو ما قد يغير نمط العلاقات بين أنقرة وتل أبيب من تحالف يكسب من خلاله الطرفان إلى مواقف يخسر فيها الجانبان، وذلك ما لم تتخذ تركيا وإسرائيل خطوات من شأنها إعادة بناء الثقة بينهما.


وحول القضية الفلسطينية، كتبت "ليلى فرسخ" مقالاً، عنونته بـ"استقلال أم كانتونات، أم معازل فصل عنصري... الدولة الفلسطينية إلى أين؟"، وفيه رأت أنه على رغم أن الدولة الفلسطينية لا تزال مشروعاً يتعهد به المجتمع الدولي، فإنها مسألة من الصعب تحقيقها. وبتحليل التطورات الإقليمية والقانونية والديمغرافية التي حدثت في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال السنوات العشر الماضية نجد أن الدولة الفلسطينية أصبح من الصعب تحقيقها. الكاتبة، وهي باحثة في مركز الدراسات الدولية، بمؤسسة ماساتشوستس للتكنولوجيا ببوسطن، أشارت إلى أنه بمقارنة تجربة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا بالنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي سنجد أن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة يشبه إلى حد كبير نظام "البانتوستانات"، أي معازل الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.



"حوار العرب": عبده... رائد الإصلاحية


احتوى العدد الأخير من شهرية "حوار العرب" الصادرة عن مؤسسة الفكر العربي، على محور خاص عن رائد الإصلاحية الإسلامية الشيخ محمد عبده في الذكرى المئوية لوفاته. واشتمل الملف على دراسات تناولت جوانب مختلفة في فكر عبده وحياته وشخصيته؛ تطرق في إحداها الدكتور رفعت السعيد إلى معركة التجديد الديني التي حمل لواءها محمد عبده في الأزهر، حيث ثار عليه الشيوخ بحماسة شديدة رافضين نبذه للتقليد ودعوته إلى التجديد، وبخاصة تجديد التراث، كما رفضوا مطالباته المتكررة بتجديد برامج التعليم في الأزهر. ويعتبر كاتب الدراسة أن محمد عبده الذي أفتى بالسماح للمسلم بارتداء اللباس الأوروبي والقبعة وبجواز الأكل من ذبائح المسيحيين واليهود، وبجواز إيداع الأموال في البنوك والحصول على الفائدة، وبجواز التأمين على الحياة والممتلكات... كانت الدعوة إلى العقل واحترام مدركاته واحدة من أهم مرتكزات فكره، بل خلص إلى أنه لابد أن ينتهي أمر العالم إلى تآخٍ تام بين العلم والدين. ورغم أنه تقدمي وتنويري في مجال الدين والعقيدة وإعمال العقل وفي صراعه ضد شيوخ الأزهر المتزمتين، إلا أن محمد عبده، كما يقول الدكتور السعيد، "كان يمينيا مغرقا في يمينيته، في موقفه من الثورة العرابية ومن الفوارق الاجتماعية".


وتشير دراسة بقلم الدكتور غريغوار مرشو إلى الفرضية التي شكلت منطلقا لإصلاحية محمد عبده؛ وهي القول انه لكي يكون الإصلاح جديرا بالحداثة، لابد من البحث في القرآن والحديث كونهما يوفران أرضية تسمح بالمصالحة مع العقل والعلم، كما يلح عبده في سياق مشابه على "دنيوية الخلافة"؛ بمعنى أن الخليفة عند المسلمين "ليس بالمعصوم ولا من حقه الاستئثار بتفسير الكتاب والسنة..."، لذلك يعتبر الدكتور جميل قاسم في دراسة منفصلة أن أطروحة محمد عبده في الفصل النسبي بين العبادات والمعاملات مهدت لأطروحة أخرى تدعو إلى الفصل "الواقعي" للسلطة المدنية عن السلطة الدينية.


وتوضح دراسة لل