عودة العماد ميشيل عون إلى لبنان كانت مفاجأة سارة للكثيرين من الشعب اللبناني لأنها أعطت انطباعاً عن ملامح التغيير الفكري لدى الحكومة اللبنانية والرئيس إميل لحود في المرحلة القادمة.
هذه العودة جاءت في وقتها تماماً، وفي صالح العماد ميشيل عون نفسه، لأنها منحت هذا الرجل ثقلاً سياسياً أكبر من ذي قبل، بعد أن كاد يُمحى من ذاكرة الناس وسط تزاحم القيادات وكثرة الشخوص البارزة على الساحة اللبنانية التي أصبحت ساحة للشعارات والعزف على لحن "الحقيقة" بدون أية استراتيجية واضحة ومقنعة للشعب.
لكن هذه العودة لا يحبذ البعض أن تتعدى كونها رمزاً من رموز الاستجابة لمطالب الشعب في ثورته الحالية ضد الفساد والظلام الذي يخيم على دوائر الدولة ومؤسساتها الأمنية والقيادية. فهناك من ينادي بميشيل عون كرئيس مرشح للبلاد، وهناك من يريده خلفاً للراحل الكبير رفيق الحريري، وهو أمر يرفضه الكثيرون، حيث يريد الشعب قيادة صافية ونقية من أية شوائب في المرحلة القادمة، وقد مل هذا الشعب المعسكر القديم.
من هنا أعتقد أن الرأي الداعي لاعتبار ميشيل عون شخصية وطنية فحسب هو الرأي الصائب الذي يجب أن يدعمه الناس بكافة طوائفهم ومشاربهم واتجاهاتهم. فميشال عون لن يستطيع أن يغطي الفراغ السياسي الكبير الذي تركه رفيق الحريري، ولن يكون أداؤه السياسي أبداً في مستوى الطموح الشعبي اللبناني، وربما تقوده الرغبة في اعتلاء سلم القيادة مجدداً في لبنان إلى دمار سياسي له، وهو ما يحذر منه العقلاء ميشيل عون، ويدعونه إلى التنبه من خطورة المرحلة الحالية، والتنبه أيضاً إلى ظاهرة خشية عدد كبير من السياسيين السباحة في مياهه العميقة.
علي السبع - لبنان