المشهد الفلسطيني عادة ما تعتريه أحداث تبعث على الضحك والبكاء في آن معاً، آخر فصول هذا المشهد كانت الخلافات التي نشبت في الآونة الأخيرة بين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس وفاروق القدومي رئيس اللجنة المركزية لحركة "فتح" بسبب قرار اتخذته اللجنة التنفيذية للمنظمة بتخويل "أبومازن" صلاحيات رئيس دولة فلسطين. الغريب أن هذه الخلافات جاءت في وقت أبدى فيه كثير من المحللين الغربيين إعجابهم بالديمقراطية الفلسطينية ونمط اتخاذ القرار في السلطة الفلسطينية، لكن يبدو أن ثمة صراعاً على المسميات والوظائف في وطن لا يزال يبحث عن استقلاله وحريته. هذا الخلاف يؤكد أن القيادة الفلسطينية في الداخل والخارج لا تزال تتنازع على تركة عرفات السياسية بما فيها من مسميات وألقاب وصلاحيات، قد لا تفيد المواطن الفلسطيني البسيط من قريب أو بعيد.
وبغض النظر عن تفاصيل هذا الخلاف، فإنه من غير المقبول أن تطفو الخلافات الفلسطينيية- الفلسطينية على السطح، وخاصة أن الإسرائيليين قد يستغلون هذه الخلافات بطريقة أو بأخرى للتشكيك في قدرة القيادة الفلسطينية، ومن ثم ربما تكرر تل أبيب مع "أبومازن" مواقفها تجاه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
الفلسطينيون في أمس الحاجة الآن إلى لململة الصفوف والتحدث بصوت واحد أمام المجتمع الدولي، حتى يكون بمقدور السلطة الفلسطينية المضي قدماً في عملية السلام وانتزاع الحقوق الفلسطينية المسلوبة من أرييل شارون.
ياسر سلطان أبومحمود- الشارقة