في مقاله المنشور على صفحات "وجهات نظر" الأربعاء الموافق 4 مايو 2005، كتب الدكتور عبد الحميد الأنصاري مقالا تحت عنوان "الجذور الفكرية للتطرف في الخليج". وهناك فقرة معينة جذبت اهتمامي في هذا المقال وهي تلك الخاصة بجزئية "تشويه معنى الجهاد" والتي ذكرها الدكتور عبد الحميد في معرض عرضه لجذور الإرهاب. وسبب اهتمامي بهذه الجزئية يرجع إلى العمليات الإرهابية التي وقعت في مصر في الآونة الأخيرة، والتي سيكون لها للأسف الشديد مردود عكسي على الحركة السياحية التي تمثل رافداً مهماً بل أهم رافد في الحقيقة من روافد الاقتصاد المصري الذي يعاني من صعوبات عديدة. فمنفذو هذه العمليات، وهم من صغار السن، فهموا الجهاد خطأ، أو قام أحد بتشويه معنى الجهاد لديهم، مستغلاً ظروفهم المادية والاجتماعية الصعبة واندفاعهم كشباب، وأقنعهم بتنفيذ عمليات جهادية في حين أن ما قاموا به ليس سوى عمليات انتحار. وفي الحقيقة أن تلك الفئة من الشباب المضلل راحوا ضحية لرجال الدين الذين شوهوا مفهوم الجهاد سواء الكبار منهم مثل المودودي وسيد قطب وغيرها – كما يقول د. الأنصاري- أو الذين يسيطرون على المساجد الصغيرة والزوايا ويشوهون أفكار الشباب خصوصا في المناطق الفقيرة والعشوائية. وهم أيضا ضحية الظروف الاجتماعية الطاحنة مثل الفقر والبطالة، والظروف السياسية مثل انسداد قنوات التعبير. وإذا ما أضفنا لذلك انسداد آفاق المستقبل أمامهم فإن هؤلاء الشبان لم يجدوا أمامهم سوى السقوط في هاوية اليأس وهذا اليأس هو الذي جعلهم يقدمون على عمليات يظنون أنها جهاد، وهي في الحقيقة ليست سوى انتحار.
كمال عبدالحميد - لندن