التغيرات المتلاحقة التي تعصف بالمنطقة العربية تجعل من الضروري الوقوف على الأسباب الحقيقية التي جعلت المنطقة أكثر انكشافاً من غيرها للتدخلات الخارجية وهيمنة القوى الكبرى. أهم هذه الأسباب هو عجز النخب العربية عن تطوير فكر سياسي جديد يتجاوز حدود الشعارات والأيديولوجيات. معظم المثقفين العرب لا زالوا يمجدون شعارات الستينيات، وهو ما جعلهم غير قادرين على استيعاب المتغيرات لا لقصور في قدراتهم التحليلية، لكن نتيجة التمترس حول مقولات معينة وعدم إبداء المرونة اللازمة لاستيعاب المستجدات.
خير مثال على ذلك عراق صدام حسين، فنظام صدام تعامل مع العالم بذهنية الخمسينيات، والنتيجة كانت حروباً عبثية وعقوبات أممية ثم احتلالا وفوضى عارمة لا يزال العراق يحاول الخروج منها. النخب العربية المثقفة تتحمل الآن المسؤولية عن إعداد المجتمعات العربية للإصلاح السياسي الذي يحقق الأهداف الوطنية لا الخارجية. إصلاح سياسي يحترم الثوابت المتعارف عليها في مجتمعاتنا العربية الإسلامية. وهذه النخب تتحمل أيضاً مسؤولية تشجيع الحراك السياسي والاجتماعي نحو ظروف أفضل قائمة على التعددية والحوار واحترام القيم الديمقراطية.
الحديث عن إي إصلاح سياسي في المنطقة العربية لابد وأن يبدأ بإعادة النظر في الرؤى القديمة المستندة إلى ظروف ومتغيرات تعود إلى خمسينيات القرن الماضي.
حسين محمود- أبوظبي