ترجيح فوز توني بلير بولاية ثالثة... وأميركا تواصل مخططها ضد سوريا


الصحف البريطانية مشغولة هذا الأسبوع بتغطية الانتخابات البريطانية العامة التي تقام اليوم, وسط تدفق الموضوعات التي تعتبر الفوز محسوماً لصالح حزب العمال. وإلى جانب الإنتخابات اهتمت الصحف بإعلان تشكيل الحكومة العراقية، وتحدثت عن مخطط أميركي متواصل يستهدف سوريا.


شبح العراق في الانتخابات


قبل الانتخابات بـ48 ساعة كتبت صحيفة "الاندبندنت" على صدر صفحتها الأولى لتؤكد أن شبح الحرب على العراق، أو ما أسمته هي بخطيئة بلير التي لا تغتفر، يسيطر على أجواء الحملة التي تسبق الانتخابات بساعات.


الصحيفة أوضحت أن الموضوع الذي يقلق رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يوم الانتخابات هو موضوع العراق، مبينة أن بلير يستحق الفوز بولاية ثالثة لأن تاريخه العملي أبيض، وهو من رؤساء الوزارات المهمين في تاريخ بريطانيا، إلا أن الشائبة التي قد يكون قد ندم عليها هو أيضاً, هي خوضه الحرب على العراق. الصحيفة نشرت على صدر صفحتها الأولى صوراً لآخر جنديين بريطانيين قتلا في العراق، وكان آخرهما قد لقي حتفه يوم الاثنين الماضي، أي قبل ثلاثة أيام من الانتخابات.


أحد المواضيع المرافقة لتقرير "الاندبندنت" يتحدث عن سيدة بريطانية رفعت دعوى قضائية ضد توني بلير قبل الانتخابات بعدة أيام تتهمه فيها بالتسبب بمقتل ابنها الجندي الذي لقي حتفه في العراق. وترى الصحيفة أن توني بلير يأمل بأن يهمش موضوع العراق في الوقت الراهن إلى ما بعد الانتهاء من عملية الانتخابات التي تشهد سخونة منقطعة النظير في هذه الدورة.


وإلى جانب موضوع السيدة التي رفعت الدعوى على بلير، يبرز لقاء بلير مع بول بيغلي، شقيق الرهينة البريطاني كيلي بيغلي، الذي قتل على يد مجموعة إرهابية في العراق. ويقول "بول" إن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو طلب منه بإلحاح إصدار بيان اعتذار لرئيس الوزراء توني بلير على ما بدر منه تجاهه بعد مقتل أخيه، وكان هدف جاك سترو إزالة كافة الآثار الضاغطة على توني بلير قبل البدء في عملية الانتخابات صباح اليوم الخميس.


انتصاراً لـبلير


يوم السبت الماضي برز مقال للكاتب شارلز مور في صحيفة "تلغراف" يسخر فيه من معارضي توني بلير في موضوع الحرب على العراق، ويرى الكاتب أن ثمة تناقضاً في اتهامات السياسيين لتوني بلير فيما يتعلق بهذا الموضوع، ذلك أن السياسيين كلهم كاذبون وليس توني بلير وحده، وحجة المعارضين لبلير في هذه الحرب أنه كذب عليهم فقط.


الكاتب يرى أنه لا مفر من التصويت لتوني بلير، بحسب رأي السياسيين أنفسهم أيضاً، لأن الرجل لديه ميزات قيادية غير متوافرة لدى خصومه. ومن بين هذه المزايا التي يسردها الكاتب، أنه شجاع ولديه طاقة كبيرة ونظرة شاملة لمصلحة الوطن، كما أنه قادر على اتخاذ القرارات الصعبة والمصيرية والانتصار في نهاية كل قرار.


الكاتب توقع في مقاله انتصاراً ساحقاً لتوني بلير في الانتخابات إكمالاً لانتصارات حليفيه في الحرب على العراق، الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد.


سوريا لا زالت مستهدفة


نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" يوم الاثنين الماضي تقريراً حول ما تخطط الولايات المتحدة لسوريا حتى بعد انسحابها من لبنان. الصحيفة كشفت النقاب عن مخطط أميركي لمواصلة زعزعة النظام السوري من خلال قائمة من الاتهامات تتعلق بتطوير سوريا لأسلحة كيميائية، وبيولوجية، ودعمها لإيران في إنتاج الأسلحة النووية وتخصيب اليورانيوم، ومواصلة مساندتها للفصائل الفلسطينية المسلحة، ودعمها المباشر لحزب الله اللبناني، وغيرها من الاتهامات التي تعتقد الصحيفة أنها كفيلة بالضغط على سوريا في المرحلة القادمة حتى تحقق الولايات المتحدة غرضها من هذا المخطط.


الصحيفة تستبعد أن يكون هدف الإدارة الأميركية القادم هو توجيه ضربة عسكرية لسوريا، لكنها في القابل تؤيد الفكرة القائلة إن ما تريده واشنطن في الفترة القادمة هو تغيير النظام السوري من الداخل وليس شن حرب جديدة في المنطقة.


الحكومة العراقية والانسحاب الأميركي


رحبت صحيفة "التايمز" يوم أمس الأول بإعلان تشكيل الحكومة العراقية، ورأت في تقرير نشرته على صفحتها الأولى أن العراق مر بظروف قاسية للغاية، وهو مقبل على مرحلة ليست سهلة على الحكومة والشعب في آن واحد.


وتعتقد الصحيفة أن التشكيلة الحكومية التي خرج بها رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري ليست ممثلة بالشكل السليم لكافة أطياف الشعب العراقي،