تحت عنوان "الرفض الفرنسي للدستور الأوروبي يهدد بقاء شيراك" كتب الكاتب والمحلل السياسي ويليام فاف, في "وجهات نظر" يوم الاثنين الماضي مقالاً بهذا المضمون, شرّح خلاله ما يمثله الرفض الفرنسي لمسودة الدستور الأوروبي الجديد من تهديد مباشر للمستقبل السياسي لشيراك, وما سيترتب على رفض كهذا من تداعيات وتطورات سياسية على الصعيدين الفرنسي الداخلي, والأوروبي بوجه عام. ولما كان المقال موجهاً بالدرجة الأولى لقراءة تأثيرات الرفض الفرنسي المحتمل على البيت السياسي الفرنسي الداخلي, وعلاقته بالقارة الأوروبية, فقد كان طبيعياً أن يقتصر على تحليل وشرح موضوع الاستفتاء على الدستور الأوروبي. ولكن ذلك لا يمنع في الوقت ذاته, تحليل وشرح أسباب الرفض الفرنسي المحتمل لمسودة الدستور الأوروبي الجديدة, وما يمثله من خطر على الهوية الأوروبية ومستقبل الاتحاد الأوروبي نفسه. وفي مقدمة هذا الرفض –إن حدث- الخوف والجزع على الهوية الأوروبية, وانفتاح القارة على ثقافات ومجتمعات أوروبا الشرقية, والتأثيرات الإسلامية الكبيرة المحتملة على هذه الهوية, إثر التحاق تركيا بكثافتها السكانية المسلمة الكبيرة بالاتحاد. وعلى الرغم من انشغال المقال أكثر بالمسرح السياسي المحلي, إلا أن التأثيرات المحتملة للرفض الفرنسي للمسودة, تطال هذا المسرح بكثير, لتطرح أسئلة جوهرية وأساسية بين ما برع الكاتب ويليام فاف نفسه في تحليله وتشريحه في كتاباته عن مفهوم "أوروبا العجوز" قبيل وبعد شن الحرب الأميركية الأخيرة على العراق.
أحمد البكري – سوداني مقيم بجدة- السعودية