تشهد دولة الإمارات، ما يمكن وصفه بنهضة سياحية، شاملة، تلاحظ في إفراد الصحف المحلية مساحات واسعة من صفحاتها للحديث عن الفرص السياحية المأمولة. ويلاحظ ذلك أيضا في انعقاد مؤتمر "سوق السفر العربي" الذي يبدأ اليوم في دبي، وقبل ذلك إعلان هيئة أبوظبي للسياحة عن استراتيجية سياحية جديدة بالإمارة قريباً. وكذا الإعلان عن العديد من المشاريع السياحية، يومياً، والكثير من المشاريع التجارية والاستثمارية التي من شأنها أن تستقطب بدورها أعداداً كبيرة من السائحين من مختلف دول العالم، في نوع مميز من السياحة، أصبحت الإمارات من أهم رواده، وهي سياحة المؤتمرات والتدريب والتجارة والتسوق، فضلا عن وفرة المناطق السياحية التراثية والبيئية المميزة في الدولة. ووسط هذه النهضة، يثير العديد من المراقبين، ملاحظات عدة جديرة بالالتفات، فعلى سبيل المثال تتم إثارة موضوع السياحة الداخلية، وغلاء أسعار غرف وخدمات الفنادق بالنسبة إلى المواطنين، والمقيمين، والواقع أنه مما يستحق الدراسة وضع حوافز تشجيعية للمواطنين والمقيمين، وذلك عبر أسعار خاصة تشجعهم على قضاء إجازاتهم في الدولة بدلا من القيام بذلك في الخارج. هذا فضلا عن ضرورة وضع سياسة وخطط تهدف إلى انخراط المواطنين بالعمل في قطاع السياحة، وحفزهم على التفاعل مع السائحين، باعتبار أن السائح عادة ما ينشد التعرف إلى أهل البلاد التي يزورها وإلى عاداتهم وتقاليدهم، والتفاعل معهم ومعرفة ماضيهم وحاضرهم. نقطة أخرى أثارها أحد الكتّاب في الصحافة المحلية هي المطالبة بتطوير البنى السياحية، من مثل إعادة تأهيل مطار أبوظبي ورفع الطاقة الإيوائية للفنادق، وتشجيع السياحة الداخلية، والواقع أنه لابد من التوقف عند ضعف الإعلام السياحي، فمثلا بينما يتم التركيز في الإعلام الدولي على مشاريع مثل "فندق قصر الإمارات"، ولا يتم التركيز بالقدر ذاته على مشاريع رائدة مثل "كورنيش أبوظبي"، ولعل السبب التقني لمثل هذا التركيز هو أن الفندق يدار بأسلوب القطاع الخاص، بينما الكورنيش رغم قيمته الحضارية والاجتماعية العالية جداً، ورغم ميزاته التقنية الفريدة، والتي يجهلها كثيرون، لم يلق اهتماما موازيا يتناسب مع حجم وأهمية المشروع، وعلى النحو ذاته لا يعلم كثيرون عن مشاريع تطوير مطار أبوظبي، التي يأمل أن يكون مؤتمر "سوق السفر العربي" اليوم فرصة لتوضيحها. وهناك الكثير من الملاحظات الجديرة بالاهتمام، باعتبارها جزءاً مهماً من استراتيجية شاملة للسياحة، ومن هذه الملاحظات، الحاجة لإعادة تأهيل قطاع سيارات الأجرة وسائقيها، من حيث الملابس والنظافة والانضباط في القيادة وما إلى ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية