التفجيرات المتلاحقة التي تعصف بلبنان بعد رحيل الشهيد رفيق الحريري، ما هي إلا مخطط يراد به الفتنة داخل هذا البلد، الذي بدأ ينهض على رجليه بعدما استمر يحبو تحت وطأة الحرب الأهلية التي استمرت ما يقارب الخمسة عشرة سنة، وأكلت الأخضر واليابس. ولكن الأقدار تلاحق لبنان مرة أخرى وتزج به في نفق مظلم لا يعرف نهايته إلا الله. وها هي التفجيرات والأحداث المتلاحقة بدأت تعصف به وبشعبه الشقيق، وهذا بالضبط ما يراد لهذا البلد وما يراد لكل المنطقة بصفة عامة، حتى تكون تحت وطأة الاستعمار الأجنبي، وتكون الغلبة للدولة العبرية التي تمرح كما يحلو لها وبكل غطرسة، بلا رقيب ولا حسيب. لذلك يلاحظ المرء أن كل هذه الأحداث الدائرة في المنطقة بصفة عامة ليست وليدة الصدفة، وإنما هي مخططة مدروسة بعناية، وتُنفذ بكل إتقان وحرفية، ليكون لبنان والمنطقة في هذا النفق المظلم الذي يزداد ظلمة ووحشية كل يوم، ويروح ضحيته العشرات بل المئات من البشر داخل لبنان والعراق وفلسطين وكثير من المناطق الأخرى.
وهذا الاستنزاف البشري يراد به الهيمنة المطلقة على المنطقة ونهب خيراتها وإحداث الفتنة والبلبلة والقهر والفقر والتدمير والإرهاب، لذلك إن لم ينتبه الشعب اللبناني وشعوب المنطقة ككل، فالعاقبة ستكون أسوأ بكثير.
هلال سلطان الريامي - أبوظبي