الحديث عن دور إيجابي وفاعل للجامعة العربية يجب أن يرتكز بالدرجة الأولى على تفاعل الشارع العربي مع الجامعة، خاصة وأن الشعوب العربية لا تزال تنظر إلى الجامعة العربية على أنها مؤسسة رسمية تعكس آراء الأنظمة العربية والحاكمة. هذه الرؤية لا تزال صحيحة خاصة وأن ثمة فجوة بين مواقف الشارع العربي وقرارات أو بالأحرى بيانات القمم العربية. صحيح أن مواقف ورؤى الشارع العربي عادة ما تكون صريحة وصادقة في التعبير عن نبض الأغلبية، لكن لابد وأن تجد الجامعة وسيلة لتجسير الهوة القائمة بين الجامعة والشارع العربي. أقرب هذه الحلول وأيسرها هي مشاركة وفود برلمانية عربية في مؤتمرات القمة العربية، وأن تشترك هذه الوفود في لقاءات دورية تنظمها الأجهزة المتخصصة داخل الجامعة. ومن الواضح أن الشارع العربي لم يهتم كثيراً بالقمة العربية الأخيرة التي جرت في الجزائر، ويبدو أن ثمة شعوراً طاغياً لدى عامة العرب يتمثل في أن القمة تحصيل حاصل وأنها لا تزيد التضامن العربي إلا صعوبة وتعقيداً. فمتى يأتي الوقت الذي يترقب فيه الشارع العربي انعقاد القمة آملاً في أن تصدر عنها قرارات تثلج صدور العرب من المحيط إلى الخليج.
أسامة محمد - أبوظبي