من الواضح أن الضغوط الدولية الراهنة في مسألة الإصلاح، والتي تمارسها الولايات المتحدة ومعها الاتحاد الأوروبي، تنبع بالأساس من قناعة الأميركيين والأوروبيين بأن الاستبداد أدى في النهاية إلى استفحال خطر الإرهاب، ومن ثم تكون الخطوة الأولى لمكافحة الإرهاب هي نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط الذي خرج منه منفذو هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
في واقع الأمر لا مفر من الإصلاح، ولم يعد أمام أنظمة المنطقة العربية مخرج إلا تفعيل دولة المؤسسات وتوسيع نطاق المشاركة السياسية، والأهم من الإصلاح أن تبذل الأنظمة العربية جهداً في إقناع شعوبها أن عملية الديمقراطية لا تكتمل بين عشية وضحاها، بل ثمة مراحل وخطوات تدريجية تبدأ وتنتهي حسب المردود الإيجابي منها على المجتمع كله، ومن ثم تكون هناك خصوصية لكل مجتمع ولكل نظام حكم. وعلى مؤسسات المجتمع المدني ألا تنهمك في توجيه الانتقادات للنظم الحالية، وتتجاهل إعداد قطاعات عريضة من المجتمع للمشاركة السياسية والتسجيل في جداول الانتخابات والاستعداد لتتعلم احترام قواعد اللعبة الديمقراطية القائمة أصلاً على احترام الآخر وحقه في الاختلاف.
ياسين يوسف - دبي