كتب الدكتور أحمد البغدادي بتاريخ 29-03-2005 بوجهات نظر يطالب بالتطبيع الكامل مع إسرائيل وعدم إضاعة المبادرة التي قدمتها الأردن إلى القمة العربية بالجزائر، وقد برر الكاتب وجهة نظره بأن الأمة في وضع سيئ وعليها الانصياع للطلبات الإسرائيلية والأميركية. وأرى أن من حق البغدادي أن يبدي وجهة نظره حتى ولو خالف عشرات الملايين من أبناء جلدته، ولكن بالمقابل عليه أن يحترم رأي الأغلبية الرافضة للتطبيع، وألا يجعل نفسه وكيلاً على أمة كاملة تسير على خط سياسي معارض لوجهة نظره. واستغرب أن يقول البغدادي إن الحكومات العربية ترغب بشده في التطبيع مع الدولة اليهودية ولكنها تخشى من الشعوب الرافضة، وهذا الأمر يجعلنا ننظر بشك إلى الليبراليين العرب الذين يدعون أن توجهاتهم ديمقراطية ويطالبون بحرية الرأي وسيادة رأي الأغلبية على الأقلية ولكنهم يريدون فرض رأيهم ويحرضون الحكومات على مخالفة رأي الشعوب.
ومن جانب آخر فإن البغدادي لم يقرأ التاريخ جيدا ليعلم أن الحملة الصليبية على بلاد الشام استمرت قرابة مائتي عام وأقامت ممالك قوية ولكن صمود الأمة وإصرارها على استعادة حقوقها حسم المعركة لصالحها في نهاية المطاف. وبالمنطق البغدادي فإن الفيتناميين "شعب غبي" لأنه حارب الأميركيين ولم يأخذ بحسبانه موازين القوى الذي يميل بقوة لصالح عدوهم والذي بموجبه يطالبنا البغدادي أن نعلن هزيمتنا الحضارية أمام العالم وننسى تاريخنا وأمجادنا من أجل الواقعية الليبرالية. إن صوت الأمة يقول لا تطبيع ولا اعتراف بإسرائيل وإن الحل الوحيد لهذه القضية هي عودة كل يهودي إلى بلاده التي قدم منها إلى بلادنا، ومن لا يعجبه رأي الأغلبية عليه أن يعيش في مكان آخر يجد فيه أغلبية تتفق مع رأيه.
حسين هرهره - أبوظبي