فشل الجمعية الوطنية العراقية "البرلمان" في اجتماعها الثاني يوم أمس في بغداد في اختيار رئيس الجمعية ونائبيه "على وقع الانفجارات وقصف قذائف المورتر "يكشف المأزق السياسي الذي تعيشه القوائم الرئيسية والأحزاب والقوى السياسية التي خاضت الانتخابات قبل حوالى ثلاثة أشهر في الاتفاق على الحد الأدنى للمضي قدما في العملية السياسية في العراق, وفشل الجمعية الوطنية أمس التي عقدت جلسة ساخنة تحولت إلى"سرية" في اختيار رئيس لها بسبب خلافات بين السنة العرب, والشيعة على تسمية رئيس الجمعية بعد أن اعتذر الرئيس غازي عجيل الياور المنتهية ولايته عن قبول منصب رئيس الجمعية، وهذا الموقف يعكس عمق الخلافات بين التيارات السياسية العراقية مع استمرار الأزمة السياسية التي تؤثر بالتأكيد على الوضع برمته في العراق، ويمدد حالة الجمود التي أصابت المؤسسات السياسية والتشريعية بما يلحق ضررا بالغا بالعراق.
إن استمرار تعطيل مهمة الجمعية الوطنية "البرلمان "التي مضى على انتخابها أكثر من ثلاثة أشهر في مباشرة مهمتها الرئيسية والأساسية وهي صياغة الدستور الذي على أساسه سيتم بناء العراق سياسيا وجغرافيا واقتصاديا، يعرض البلاد إلى مزيد من الخلافات، ويهدد الإنجاز الذي أحرزه الشعب العراقي الحر في الانتخابات التي جرت قبل حوالى ثلاثة أشهر.
هذا الفشل للجمعية التي يفترض أن تكون أنجزت منذ مدة انتخاب رئيسها ونائبيه ومن ثم تعيين رئيس للوزراء سيضاعف أزمة الجمود في تشكيل الحكومة العراقية المرتقبة والتي سقطت في دوامة الخلافات الشيعية والكردية. وقد انعكست تداعيات موجة التوازنات والتحالفات بين القوائم ومحاولات جني الثمار مبكرا على الشارع العراقي بشكل سلبي، والذي بدأ يشعر بالإحباط من أداء القادة السياسيين ورؤساء الأحزاب والجماعات التي محضها ثقته في الانتخابات مخاطرا بحياته لكي تضعه الحكومة المرتقبة على الطريق الصحيح، وتخلصه من الوضع الراهن الغارق في الانفجارات والسيارات المفخخة ,ويشعر المواطن العراقي في ظل هذه الأجواء بخيبة أمل كبيرة من الأداء السلبي لكافة القوى السياسية التي فشلت حتى الآن في الاتفاق على الحد الادنى وانشغلت في جني المكاسب الآنية والشخصية على حساب الصالح العام، وما يتطلع إليه المواطن العراقي خلال هذه المرحلة من القيادات السياسية أن ترقى إلى مستوى الطموح لتفويت الفرصة على أعداء العراق، والبدء في مسيرة التنمية والإعمار والقضاء على الإرهاب.