حاول الدكتور طارق سيف في مقاله المنشور في صحيفة "الاتحاد" يوم 27 مارس بعنوان "الصراع الأميركي- الإسرائيلي" أن يغير بعض المفاهيم الراسخة في الأذهان منذ عقود بأن يؤكد على وجود صراع بين أكبر قوتين استعماريتين في القرن الحادي والعشرين. ولكنني أخالفه الرأي وأؤكد على وجود اتفاق بين هاتين القوتين على تقاسم مناطق النفوذ من جانب، وعلى لعب أدوار مختلفة من جانب آخر تحقيقاً لمصالحهما الاستراتيجية المشتركة.
وما يدعوني إلى هذا التأكيد تصرفات وسلوك هذه القوى الاستعمارية من حيث احترام كل منها لحدود مناطق النفوذ وعدم تجاوزها إلا بإذن كما حدث في مناطق الأكراد بالعراق، وفي قبول جميع ملاحظات واعتراضات شارون على "خريطة الطريق" التي طرحها الرئيس بوش الابن ومن ثم جرى تعديلها وفق المطالب الإسرائيلية.
ثم إذا تذكرنا فضيحة التجسس الإسرائيلية داخل واشنطن وكيف تعاملت معها الإدارة الأميركية حينها ندرك أن إسرائيل هي الولاية رقم 52 التابعة لأميركا، أو ربما تكون أميركا هي المحافظة السابعة في تقسيم البلدية الإسرائيلية، لأن الأمور مختلطة وكل منهما يخدم الآخر.
وإذا كان بن جوريون قد أعلن في عام 1957 عن ضرورة أن تتوافق المصالح الحيوية والأمنية الإسرائيلية مع مصالح أميركا، فإن شارون أعلنها صريحة في 2001 بأنه قد آن الأوان لأن تتوافق المصالح الأميركية مع المصالح الإسرائيلية. فأرجو من دكتور طارق أن يعيد النظر فيما كتبه.
نادية عبدالله - أبوظبي