وأخيراً حصل ما كان يجب أن يحصل؛ فقد التقى أحد كبار أركان المعارضة اللبنانية الزعيم الوطني وليد جنبلاط مع أحد كبار أركان الموالاة سماحة الشيخ حسن نصرالله. وعلى الرغم من أن الخلاف بين المعارضة والموالاة كان يتركز حول الوجود السوري والقرار 1959، فإن ثمة شعارات وأهدافاً مشتركة يلتقي حولها كل من المعارضة والموالاة أولها كشف الحقيقة حول عملية إغتيال الشهيد رفيق الحريري والوحدة والحرية والإستقلال. هذه النقاط المشتركة تخفف عند اللبنانيين بعضاً من قلقهم ولكن كان القلق الأكبر هو نشوء بداية تباعد بين الزعيم وليد جنبلاط والشيخ حسن نصر الله والإثنان بالنسبة للبنانيين يمثلان خشبة الخلاص وعنواناً للصمود الوطني المقاوم. لكن الخطوة التي خطاها الزعيم وليد جنبلاط بلقائه سماحة الشيخ حسن نصرالله جاءت لتؤكد أن اللبنانيين قادرون على دك أي جدار يسعى بعض المغرضين إلى إقامته بين اللبنانيين على حسابهم وأمنهم واستقلالهم وحرية قرارهم واقتصادهم. وطالما أن الوجود السوري أصبح في حكم المنتهي إن جاء تطبيقاً لبنود مؤتمر الطائف أم تطبيقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 1959، يبقى قرار سلاح المقاومة وهذا يجب أن يصبح شأناً لبنانياً صرفاً وليس دولياً ولا إقليمياً، وكذلك كشف الحقيقة حول اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي تحول إلى مسألة قضائية حقوقية محلية ودولية نظراً لتلكؤ القضاء اللبناني في القيام بدور حيال هذه الجريمة والجريمة التي سبقتها والتي انتهت بنجاة النائب مروان حماده من الموت. بقي على هذا اللقاء أن يحصر هوة الخلاف في الإطار اللبناني الصرف كي يتوج هذه الوقفة الشعبية العارمة المستمرة منذ عملية الاغتيال وحتى اليوم إلى حين تحقيق الشعار الموحد وهو "حقيقة، حرية وحدة وطنية "والتي يقترب تحقيقها أكثر وأكثر كلما اقترب ركن المعارضة الأساسي وليد جنبلاط من ركن المقاومة الأساسي حسن نصرالله وبوصولهما إلى القواسم المشتركة التي اجتمع حولها اللبنانيون بكافة أطيافهم.
شوقي أبو عياش -الشوف- لبنان