بعد أن ضربت أمواج "الديمقراطية الأميركية" بملابس عسكرية أفغانستان بحجة تطهيرها من "القاعدة" نجحت الولايات المتحدة في زرع قدمها في مكان لم تحلم أبدا أن تكون على أعتابه "على باب الصين وخلف روسيا وإيران وقريبا من الثروة النفطية المرتقبة لقزوين"، ثم استلت أميركا سيفها وأشعلت حربا خلفية في العراق، سرعان ما تحولت لحرب أساسية بحجة تهديد العراق للمنطقة، ورسالة أميركا واضحة في أنها لن تدع أحداً بعد الآن يلعب بأعواد الكبريت لكيلا يطال الحرق أصابعها كما حدث سابقاً. وكان من الواضح دور اللوبي الصهيوني في الحملة الكونية على الارهاب وتوجيه الدفة لسفن الحملة الأميركية عليها، وذلك رغم ازدواجية المعايير الواضحة، فكوريا الشمالية وهي على محور الشر في القاموس الأميركي ورغم إعلانها امتلاك برامج تسلح نووية وطردها المفتشين الدوليين، فإن واشنطن ولوعورة المنطقة والظروف الجيوسياسية في شبه الجزيرة الكورية، مازالت تزكي الحوار والتفاوض. وبعد تحرير العراق التفتت العدسة الأميركية لترصد سوريا و إيران، وقنبلة لبنان السياسية الكبرى التي راح ضحيتها زعيم ديناميكي معاصر كرفيق حريري جعلت الملف اللبناني يرقى ليكون في عهدة الأمم المتحدة ومجلس أمنها وتحت وصاية أميركا وفرنسا فأجبرت سوريا على الإنسحاب وبدأ التركيز الآن على "حزب الله" لتجريده من سلاحه. وإيران بملفها النووي ما زالت على المحك والعالم كله بدأ يتكلم بلهجة واحدة تجاه هذا الملف، رغم أن اسرائيل تقبع في الجوار وفي جعبتها ما يزيد على 400 قنبلة نووية ولكن لا أحد يجرؤ على أن يشير إلى هذا الموضوع. إن تسونامي الديمقرطية الأميركية ما زال نشطا في منطقة الشرق الأوسط ولا ندري بأي لون أمواج تسونامي ستُضرب شُطآن الدول؟ بعد أن تلونت أمواج "تسونامي الديمقراطية" حسب ظروف كل بلد لتكون أيضا برتقالية في أوكرانيا وبنفسجية (الزهور) في جورجيا وخضراء (الأرز) في لبنان وأخيرا وليس آخرا قرنفلية في قيرغيزستان.
جانبي فروقة - الرياض