تحت عنوان "مصير حزب الله" نشرت "وجهات نظر" يوم الخميس 24-3-2005 مقالاً للدكتور وحيد عبد المجيد، وضمن تعقيبي على ما ورد في هذا المقال أقول للكاتب: أتمنى أن يفعلها "حزب الله" ويلقي السلاح طوعاً، تماماً، كما ألقته كل الميليشيات اللبنانية الأخرى بعد اتفاق "الطائف".
لقد أنهى اتفاق "الطائف" الحرب اللبنانية و"حزب الله" يعتبر نفسه أيضاً تحت سقفه. الاحتلال الإسرائيلي كان سببا في قيام "حزب الله" بمتابعة حمل السلاح والمقاومة.
وهذه المقاومة دعمها الشعب اللبناني بكل طوائفه، ولقد حققت بالدماء والشهداء والتضحيات الجليلة أول نصر عربي حقيقي على إسرائيل. لكن مزارع شبعا لم نسمع بها قبل الانسحاب الإسرائيلي عام 2000، والأمم المتحدة رفضت أن تعتبرها لبنانية، ولكنها في الأصل أرض لبنانية. وفي حرب عام 67 احتلت إسرائيل مزارع شبعا على اعتبارها أرضا سورية وكل الخرائط العسكرية تؤكد ذلك. المشكلة في نظري بالنسبة لِـ"حزب الله" هي أخلاقية أكثر مما هي سياسية أو عسكرية؛ فكيف يقبل "حزب الله" على نفسه أن يظل لبنان طريح الفراش، مهدداً من قبل إسرائيل ومستباحاً براً وبحراً وجواً من أجل عيون مزارع شبعا التي لم يتم التأكد من لبنايتها بعد، وفي الوقت نفسه الجولان السوري المحتل والجبهة السورية الإسرائيلية تنعم بالهدوء والاسترخاء؟ المفروض أن يقوم "حزب الله" بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب عام 2000 ، بتطبيق اتفاق الطائف وتسليم أسلحته للدولة اللبنانية، لكي تقوم - ككل الدول- ببسط سيادتها فوق أرضها. قرار الحرب والسلام هو قرار الدولة اللبنانية، وضمن استراتيجية عربية، وليس قرار حزب.
سعيد علم الدين- برلين