معادلات صعبة تحكم المنطق الأميركي الذي يقول شيئاً ويتصرف بشيء آخر، لكن هناك نسبة قليلة من الشعب الأميركي كانت ومازالت ضد وجود أميركا في العراق والنسبة قليلة بسبب انعدام الإعلام الحقيقي، الصادق والذي فعلاً يكشف الحقيقة لكن من سيدعم مالياً هذا الإعلام؟.
كل المؤسسات الإعلامية في الولايات المتحدة مدعومة بشكل أو بآخر من قبل أشخاص لهم مصلحة في هذا الإعلام وتقريبا جميع الإعلام الأميركي هو إعلام موجه.
من سيدعم الإعلام الذي سيظهر الحقيقة دون أن يغتالوه؟ ومن أين سيُدعم الإعلام الصادق في دول الغرب كي يتكلم عن الفقر والظلم؟ فلا الفقراء ولا المظلومون يستطيعون دعم هذا الإعلام. إن أميركا بإعلامها القوي تلعب بالرأي العام، وتستطيع بإضاءة بعض المواقف أن تبرر مواقف أخرى وتمرير مصالحها.
أميركا طالبت وما تزال تطالب سوريا بالخروج السريع والكامل من لبنان، لأن لبنان - على حد قولها بلد ديمقراطي - وهي تدعم الديمقراطية. وقد تناست الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وتناست البوارج الإسرائيلية عندما قصفت شواطئ لبنان.
لماذا لا تطلب أميركا من إسرائيل الخروج من لبنان؟ وحتى من فلسطين خروجاً سريعاً وكاملاً؟ لماذا لا تطلب أميركا من أميركا أن تخرج من العراق؟!.
الإعلام الأميركي مدعوماً ببعض الإعلام العربي، يطالب بتنفيذ القرار 1559 دون أن يعرف بنوده، فكل
كل ما يعرفونه هو خروج سوريا من لبنان، ولا يعرفون شيئاً عن قرار خروج جميع الجيوش الأجنبية!.
العرب كانوا ومازالوا شعبا لا يقرأ، وإن قرأوا فلا يقرأون ما بين السطور، لكن العرب ينفعلون مما تقوله وسائل الإعلام لهم دون أن يبحثوا عن الحقيقة. وقد تعودنا على عدم القراءة بسبب رداءة ما نقرأ وعدم ثقتنا في ما نقرأ! نحتاج لإعلام أميركي حقيقي ليكشف لنا الحقيقة ويمتنع عن خداعنا.
عماد دير عطاني- أبوظبي