العرب مرعوبون من التطبيع... ودروس "هولوكوست" لدارفور


الحديث عن القمة العربية في الجزائر، وتعرض العمال الفلسطينيين لاعتداءات مبرمجة من المستوطنين، وضعف الرأي العام الإسرائيلي في الضغط على الحكومة، والشبه بين دارفور والهولوكوست، كانت من أبرز ما تناولته الصحف الإسرائيلية هذا الأسبوع.


رعب من التطبيع


هكذا اختارت صحيفة "هآرتس" عنوان افتتاحيتها ليوم أمس الثلاثاء لتعلق على الجدل الدائر في القمة العربية المنعقدة الآن في الجزائر حول مسألة التطبيع مع إسرائيل. وبحسب الصحيفة، فإن القادة العرب يناقشون في هذه القمة "المبادرة العربية للسلام" التي تم طرحها في قمة بيروت قبل عام 2002، وثمة مسودة قرار أعدها وزراء الخارجية العرب قبل ثلاثة أيام حول هذه المبادرة، لكن يبدو أن القادة العرب يفضلون عدم التعامل مع المتغيرات الجديدة التي شهدتها المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي. وللوهلة الأولى تحفظ العرب على المقترح الأردني الذي يتضمن تدشين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل نهاية الصراع بين الطرفين، وهذا التحفظ فسرته الصحيفة، بأن العرب لا يزالون ينظرون إلى هذه العلاقات باعتبارها تشكل تقديم شيءٍ ما إلى تل أبيب دون مقابل. العرب يفضلون الإبقاء على الأطر الموجودة بدلاً من المغامرة بإصدار قرارات. الجامعة العربية تُضيّع الآن، حسب الصحيفة، فرصة لعب دور إيجابي لإيجاد مناخ جديد في المنطقة، وهو ما يتناقض مع موقف الجامعة المتمثل في حل النزاع العربي- الإسرائيلي بالطرق السلمية. أما صحيفة "جيروزاليم بوست" فلخصت موقفها من القمة في تقرير عنونته يوم أمس الثلاثاء بعبارة "القمة العربية: لا جديد" مشيرة إلى أنه بدلاً من أن تشق القمة طريقها نحو تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل قبل تسوية الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، من المتوقع أن يختار العرب المبادرة السعودية التي رفضتها إسرائيل قبل عامين لأنها تطالب بانسحاب إسرائيلي كامل إلى حدود 1967. لكن الصحيفة لفتت الانتباه إلى تغير مهم يتمثل في أنه للمرة الأولى التي يتحدث فيها العرب عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل انسحاب الأخيرة من حدود 5 يونيو 1967، وهو حديث حظي بكثير من النقاشات في العالم العربي.


من سيمنع المذبحة؟


تحت هذا العنوان كتبت صحيفة "هآرتس" قبل يومين طارقة موضوعاً لم يرد في نشرات الأخبار مطلقاً، وهو موضوع الحملة التي يشنها المستوطنون على العمال الفلسطينيين الذين يعملون في مناطق قريبة من المستوطنات.


الصحيفة ذكرت أن العمال الفلسطينيين يتعرضون للضرب والشتم والتنكيل من المستوطنين فيما يشبه الحملة المنظمة على مرأى من عيون الجنود الإسرائيليين دون أن يحركوا ساكناً لحماية الفلسطينيين من هذه الأعمال التي تصفها الصحيفة بالمذبحة، حيث تتوفر لدى الصحيفة معلومات تؤكد تدبير المستوطنين لأعمال قتل جماعي للعمال الفلسطينيين ينجو منها البعض بأعجوبة. وتذكر الصحيفة أن المستوطنين في الخليل هاجموا قبل عدة أيام بيتاً لعائلة فلسطينية، وقاموا بتدمير سقفه بالأزاميل والمعاول، وكانت مجموعة من الجيش الإسرائيلي متواجدة في المكان ولم تقم بأي شيء لمنع المستوطنين من الاستمرار بهذا الفعل المشين.


الصحيفة تتناول في افتتاحيتها موضوعاً آخر هو مخططات المستوطنين لاستغلال العطل الرسمية القادمة في السفر إلى قطاع غزة والبقاء فيه لتعطيل خطة الانسحاب الإسرائيلي منه، ولذلك ترى الصحيفة أن من الضروري الآن الإعلان رسمياً عن إغلاق قطاع غزة أمام الزوار اليهود قبل أن يقع الأمر وتصبح معضلة يصعب حلها.


ضعف الرأي العام


"ما الذي يمكن استنتاجه من المشاركة القليلة في التظاهرة التي تم تنظيمها في تل أبيب، مساء الأحد الماضي، لدعم خطة الانفصال؟". هذا السؤال ساقه الكاتب "عوفير شيلح"، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس الأول، ليعبر عن استغرابه من ضعف الرأي العام الإسرائيلي في الفترة الأخيرة، وقلة مشاركته الفاعلة في الضغط على حكومته لما فيه مصلحته ومصلحة إسرائيل.


الكاتب يملأ مقاله بالتساؤلات: "هل يمكن الاستنتاج بأن قوى التنظيمات اليسارية الإسرائيلية قد خارت، وأنه لم يعد بمقدورها غمر الشوارع بأعداد غفيرة من الجمهور كما فعلت في السابق؟ أم أن السبب يرجع، كما قالت النائبة "يولي تمير"، إلى أنه بات من الأسهل على الجمهور المشاركة في التظاهرات المضادة لا المؤيدة؟ أم لأن غالبية الجمهور ما زال يستصعب الاقتناع بوجود خطر حقيقي على الديمقراطية الإسرائيلية وتنفيذ خطة الانفصال أو الانسحاب من غزة، على الرغم من العناوين المثيرة للذعر والتحذيرات التي أطلقتها جهات أمنية رفيعة