منذ أن بدأ الصراع العربي-الإسرائيلي في أواسط القرن الماضي بسبب النزاع على فلسطين، كانت هناك حرب غير معلنة بين أجهزة استخبارات الطرفين، كل يحاول بطريقته أن يخترق الجهاز الأمني والاقتصادي للطرف الآخر مما يضمن له الأسبقية في حال نشوب حرب ميدانية، وإن كانت حرب الاستخبارات هذه من جهة الطرف العربي تتركز في دولتين من دول الطوق هما مصر وسوريا، عكس الحرب الميدانية التي شاركت فيها تقريباً جميع الدول العربية كل على قدرها.
وقد استطاع كل طرف أن يثبت وجوده ويحصل على مكاسب من خلال العمل الاستخباراتي في فترة من الفترات، والأمثلة كثيرة، ولكون هذا العمل من أخطر المهام التي تُسند إلى أي شخص كان، فقد كانت المغريات المادية كثيرة، إلا أن هناك حافزا لم يفطن له العرب في مسلسلاتهم وأفلامهم، في الوقت الذي اتخذه "الموساد" مبدأ، وهو محاولة إطلاق سراح أي مخبر يقع في قبضة جهاز أمن أي دولة سواء كانت كبيرة أو صغيرة وبأي طريقة كانت، مما يعطي المخبر هامشاً للحركة والمخاطرة، كأكذوبة تبادل الأسرى مثلاً كما وقع مع مخبريهما في الأردن عندما قايضت بهما تل أبيب الشيخ أحمد ياسين رحمه الله، الذي اغتالوه لاحقاً، والجاسوس عزام عزام في مصر الذي خصص له استقبال رسمي في اسرائيل من قبل أعضاء الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها رئيس الوزراء.
وتستخدم تل أبيب الضغط السياسي وهو الأسلوب المتبع والرائج بالنسبة لجواسيسهم الذين يتم اعتقالهم في الدول الغربية وعلى رأسها أميركا، أو بالتهديد العسكري مع الحكومات المستضعفة كما شهدنا في الأيام الماضية حيث نشرت إحدى الصحف الإسرائيلية بأن إسرائيل حذرت السلطة الفلسطينية من تنفيذ أحكام الإعدام بحق خمسة عشر فلسطينياً أدينوا بالتعاون مع جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" وهلم جراً.
بتار ولد محمد المختار - موريتانيا