إخلاء المستوطنات في أربعة أسابيع... و"ساسون" يدين الحكومات الإسرائيلية


زيارة كوفي عنان لإسرائيل، وآخر المستجدات لتنفيذ خطة الانسحاب من غزة وبعض أجزاء الضفة الغربية، وظهور تقرير "ساسون" المتعلق بالبؤر الاستيطانية، وتصريحات إسرائيلية بشأن سلامة المفاعل النووي "ديمونة"، كانت من أهم ما تناولته الصحافة الإسرائيلية هذا الأسبوع.


زيارة كوفي عنان


اهتمت الصحف الإسرائيلية بالموضوعات التي تمت مناقشتها خلال زيارة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لإسرائيل. فقد نشرت صحيفة "هآرتس" في صفحتها الأولى تقريراً يقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون أخبر عنان أن وقف التحريض في المناطق الفلسطينية ضد إسرائيل هو شرط أساسي لاستئناف مفاوضات العودة إلى "خريطة الطريق" التي تهدف إلى إقامة الدولة الفلسطينية.


شارون، بحسب الصحيفة، عقد اجتماعاً مهماً مع "عنان" في القدس، وهو اجتماع أظهر العلاقة المتينة بين عنان والدولة العبرية، حيث تصف الصحيفة كوفي عنان بالصديق العزيز لإسرائيل، وبأنه يعمل على مناهضة اللاسامية في العالم، ولذلك تم الترحيب به بقوة في إسرائيل. أما شارون فتبين الصحيفة أنه أمل من خلال استقباله الحار لكوفي عنان بأن تقوى العلاقة بين إسرائيل والأمم المتحدة.


عنان كان أول مسؤول دولي كبير يزور إسرائيل للمشاركة في افتتاح متحف المحرقة اليهودية "الهولوكوست" في القدس، والذي تم تدشينه يوم الثلاثاء الماضي بحضور زعماء من أوروبا ومسؤولين من الولايات المتحدة.


صحيفة "يديعوت أحرونوت" كشفت أن شارون أخبر كوفي عنان أنه من الصعب تفكيك وإخلاء كافة المستوطنات في مواقع تنفيذ خطة الانسحاب من غزة، وأن خطة حكومته تقوم على تطبيق مراحل الانسحاب جميعها بلا تلكؤ أو تغيير، إلا أن موضوع الإخلاء يحتاج إلى توقيت سليم ومدروس، وأن ما ستقوم به الحكومة الإسرائيلية ضمن هذا الصدد حالياً هو إخلاء 24 موقعاً استيطانياً.


أربعة أسابيع للانسحاب


مطلع الأسبوع الحالي فاجأ وزير الدفاع الإسرائيلي "شاؤول موفاز" الجميع بقراره إخلاء المستوطنات التي تم الاتفاق في وقت سابق على إخلائها، خلال أربعة أسابيع، على أن يتم الانسحاب كلياً من مناطق هذه المستوطنات فور الإخلاء.


صحيفة "هآرتس" كتبت يوم السبت الماضي أن الهدف من تقصير مدة الإخلاء هو الانتهاء من هذه المهمة الصعبة في أقصر وقت ممكن، فـ"موفاز"، بحسب الصحيفة، يرى أن هذه المهمة لا تحتاج إلى المزيد من التأخير، كون أي تأخير قد يحمل بعض المخاطر، خاصة من المستوطنين المعارضين لموضوع الانسحاب في مستوطنات "غوش قطيف".


الصحيفة بينت أن وزير الدفاع الإسرائيلي "شاؤول موفاز" يعتقد أن تقصير مدة الإخلاء يجعل الأمر أسهل، لأن المدة السابقة المقررة، وهي 12 أسبوعاً، قد تسمح للمستوطنين المعارضين للانسحاب بالتحرك أكثر، كما أنها قد تعطي المنظمات الفلسطينية المسلحة فرصة تنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي المكلف بإخلاء المستوطنات كي توحي للعالم بأن هذا الجيش انسحب مرغماً تحت نيران المقاومة الفلسطينية.


المدة التي كانت متوقعة للإخلاء والانسحاب بعد الاتفاق على تقليصها في السابق، كما تقول الصحيفة، حوالي ثمانية شهور، إلا أن المدة التي قررها "موفاز" بالاتفاق مع أجهزة الجيش الإسرائيلي تعتبر قياسية ومفاجئة.


تقرير "ساسون"


بعد الكشف عن تقرير ضخم أعدته المحامية "تاليا ساسون" حول البؤر الاستيطانية في إسرائيل، علق الكاتب والمحلل الاستراتيجي "زئيف شيف" على هذا الموضوع بالقول إن التقرير يفضح الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ويبين كيف أن المجتمع الإسرائيلي لا يخضع لحكم قانون واحد فقط، بل تحكمه عدة قوانين بحسب الحكومات والأشخاص.


الكاتب تناول في تحليل نشرته "هآرتس" أبعاد هذا التقرير الذي كان الكثيرون ينتظرونه للوقوف على حقيقة البؤر الاستيطانية في الدولة العبرية، وهو يرى أن التقرير فضح الأكاذيب التي ساقها المسؤولون الإسرائيليون في المحافل الدولية حول الاستيطان، وبذلك يجب المطالبة بتحقيق عاجل في الموضوع كي يقف المجتمع الإسرائيلي على حقيقة الخدعة الكبرى التي اقترفتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عندما كانت تقول إنها تدرس موضوع الاستيطان بدقة ولا تسمح بتشعب البؤر الاستيطانية داخل الدولة العبرية.


التقرير بحسب الكاتب يحرج مسؤولين في مؤسسة الدفاع الإسرائيلية كونهم متورطين في أعمال بناء المستوطنات المخالفة، وتكشف المحامية "تاليا ساسون" عن محاولات لتضليلها من قبل مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائ