سمِّها ما شئت أن تسميها "أداة للذاكرة في جيبك" أو حتى "جهازاً للذاكرة في سلسلة مفاتيح". فعلى مدار العامين الماضيين ظلت العديد من الأدوات الصغيرة التي لا تتجاوز حجم علبة العلكة تعمل على تغيير الطريقة التي يستخدم بها الناس أجهزة الكمبيوتر. وما عليك إلا إدخال هذه الأداة الجديدة داخل فتحة كل كمبيوتر تقريباً حتى يصبح بإمكانك تحميل الموسيقى والألعاب والصور والرسومات والنصوص وحتى صور الفيديو، أي كل شيء يمكنك تخزينه في جهاز الكمبيوتر الخاص بك.
لقد أصبح رجال الأعمال يستخدمون هذه الأداة في نقل الوثائق أو الاجتماعات بينما يستخدمها الطلاب في أخذ المشاريع المدرسية معهم في داخل جيوبهم. وهذه الأداة الصغيرة باتت تؤكد حتمية التخلص من "الديسكات" وشرائط "السي دي" كطريقة لنقل البيانات من جهاز كمبيوتر إلى جهاز آخر. والآن فإن أكثر من 60 مليون نسخة من برنامج المعلومات الجديد الذي يعرف باسم الفلاش درايف "Flash drive" ويطلق عليه أيضاً عدا ذلك مختلف الأسماء مثل أداة الجيب أو أداة الإبهام أو عصا الذاكرة - من المتوقع أن يتم بيعها في هذا العام- بحيث يتراوح سعرها ما بين 20 دولاراً إلى بضع مئات من الدولارات حسب حجم الذاكرة أو المظاهر الأخرى التي تتميز بها. وإلى ذلك فإن هذه الأداة التي تتمتع باثنتين من الـ"جيجا بايت" بإمكانها تخزين 33 ساعة من الموسيقى المسجلة أو حوالي 660 أغنية لا يزيد زمن الواحدة منها على ثلاث دقائق. وفي نهاية الشريحة يوجد جهاز سعته خمسة "جيجا بايت" من إنتاج شركة "سيجيت تيكنولوجيز" يحتوي على شريحة صغيرة باستطاعتها تخزين فيلم كامل من أفلام هوليوود. وكما يقول "توم جاتينك" مستشار علوم الكمبيوتر في "آرلنتجون" بولاية فيرجينيا الذي بدأ في استخدام هذه الأدوات لعرض المحاضرات أمام زبائنه بالإضافة إلى نقل الملفات إلى الفصول الدراسية التي يعلم فيها كيفية تصميم مواقع "الويب" في إحدى الجامعات المحلية: "إن هذه الشرائح جاءت إلينا كنعمة من الله". ويقول عنها "روب بيت" مدير قسم إليكترونيات المستهلك العالمي في شركة "سيجيت": إنها ليست مقنعة فقط بل تتضمن فوائد غير مسبوقة أيضاً وما زال العديد من الأشخاص ينظرون إليها بتعجب واستغراب.
وبالإضافة إلى إمكانية ربطها إلى سلسلة المفاتيح يمكن أيضاً ارتداؤها في سلسلة العنق وهي تبدو في بعض الأحيان أشبه بالقلم أو سكين الجيش السويسري الصغيرة الحجم أو في شكل ساعة اليد. ويمكنها أيضاً أن تتضمن جهازاً متنقلاً للموسيقى مع كاميرا رقمية كلاهما يعتمد على الذاكرة اللحظية "Flash Memory"، ولكن بعض المقربين من الأوساط الصناعية بدأوا يتوقعون مستقبلاً حافلاً وواعداً لهذه الأدوات الصغيرة الحجم. فعوضاً عن أن تأخذ معك جهاز كمبيوتر "لاب توب" في رحلة طويلة أصبح بإمكانك الآن وضع إحدى أدوات "فلاش درايف" في جيبك أو محفظتك قبل الجلوس أمام أي جهاز كمبيوتر آخر لتجعله نسخة من الكمبيوتر الخاص بك. بمعنى أن تجد فيه بريدك الإليكتروني وجميع الملفات الخاصة بك وحتى ما تفضله من صفحات تعودت على تصفحها. وعندما تعود لاستخدام جهاز الكمبيوتر الخاص بك تجد أن جميع البرامج تم تحديثها وتوافقها بشكل أوتوماتيكي بواسطة أداة "الفلاش درايف".
وبلا شك فإن "كيت بورمال" المديرة التنفيذية لشركة "يو-ثري" التي تستهدف خلق معايير جديدة لأشكال الأدوات تدرك جيداً الفوائد العديدة التي باتت تحققها هذه الأدوات. فعندما قامت إحدى صديقاتها باستعارة جهاز كمبيوتر ابنتها اكتشفت الابنة عند استخدامها للكمبيوتر مرة أخرى أن العديد من المواضيع المثبتة قد جرى استبدالها، وتمت إضافة عدد من البرامج الأخرى. لذا فإن أي فرد في العائلة إذا كانت لديه أداة "فلاش درايف" الخاصة به سيصبح بإمكانه الاحتفاظ بشكل ومضمون البرامج الخاصة به في جهازه الكمبيوتري دون أن تلحق بها أية أضرار بعد استخدام شخص آخر للكمبيوتر. بل إن هناك شركة تدعى "إكس ماليتبال" توصلت إلى إنتاج أدوات "فلاش درايف" بإمكانها تحميل البيانات فيما بينها حتى بدون استخدام جهاز الكمبيوتر. وكما يؤكد "ستيفن هلمولد" رئيس مجموعة "يونيفرسال سيريال باص" لإنتاج أدوات "فلاش درايف" والتي تحاول إقناع المصنعين الآخرين لتوحيد جهودهم في عملية الإنتاج والتطبيقات، فإن تطوير النسخ الجديدة لابد أن يعتمد على توحيد أنظمة المعايرة والأمن.
وينبه "جاتوينك" الاستشاري في هذا المجال إلى المشاكل التي قد تنشأ عن حمل برامج بأكملها في سلسلة مفاتيح على سبيل المثال، وما يمكن أن يخلفه فقدان هذه الأداة من مشاكل أمنية للأفراد أو لأجهزة الكمبيوتر التي يستخدمونها عبر تأثرها بفيروس أو عمليات تسلل. ولكن العديد من هذه الأدوات تم تزويدها مسبقاً بنوع من الحماية الخاصة تتضمن كلمة السر أو أنواع الحماية "البايومترية" الأخرى مثل بصمات الأصابع أو الأعين. أما المعايير التي تستخدمها شركة "يو- ثري" فتحتوي أيضاً على تدابير أمنية قوية كما تقول "بورمال"، المشار إليها أعلاه. ويذكر أن أو