اغتيال "مسخادوف" خطأ فادح... و"اقتصاد الأفيون" يهدد بناء الدولة في أفغانستان


ما هي أصداء اغتيال الزعيم الشيشاني "أصلان ماسخادوف"؟ وهل عاد اقتصاد الأفيون مجدداً إلى أفغانستان؟ وماذا عن استخدام الصين للمفاعلات النووية في إنتاج الطاقة الكهربائية؟ وكيف يمكن لكندا تصحيح سياسة المعونات التي تنتهجها مع الدول الفقيرة؟ تساؤلات أربعة نجيب عليها ضمن جولة أسبوعية موجزة في الصحافة الدولية.


"هدية للراديكاليين والصقور"


اختارت صحيفة "ذي موسكو تايمز" الروسية هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها يوم الجمعة الماضي لتلخص موقفها من اغتيال الزعيم الشيشاني المعتدل "أصلان ماسخادوف" الذي قامت القوات الروسية الخاصة قبل بضعة أيام بتصفيته جسدياً. الصحيفة اعتبرت عملية اغتياله خطأ فادحاً ووأداً لأي أمل في إحلال السلام داخل جمهورية الشيشان، كون العملية تؤجج التيارات الراديكالية وتعزز موقفها. الصحيفة استغربت من العملية، خاصة وأن الرجل الذي طالما أدان الإرهاب، كان قد أعلن استعداده للتفاوض مع الروس وقدرته على تطبيق وقف إطلاق النار داخل الشيشان، إضافة إلى كونه رمزاً لجميع مؤيدي تدشين دولة علمانية مستقلة على هذه الجمهورية التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي السابق. أما صحيفة "نوفيا أزفيستيا" الروسية فرأت أن اغتيال "ماسخادوف" لم يحظ بقبول دولي، وأن كثيراً من السياسيين الروس يعتقدون أن القبض عليه واستجوابه كان أفضل بكثير من قتله، وهو موقف تبناه رئيس لجنة الأمن في البرلمان الروسي (الدوما). من جانبها نشرت "نيزافيسيمايا جازيتا" الروسية تقريراً خلصت خلاله إلى أن اغتيال "ماسخادوف" يمكن اعتباره رسالة من موسكو موجهة إلى الغرب مفادها: "لا تطالبوني بأي حوار سياسي مع الشيشانيين".


أفغانستان و"اقتصاد الأفيون"... مجدداً


مخاطر تحول الاقتصاد الأفغاني مرة أخرى إلى "اقتصاد الأفيون" كانت محور مقال كتبه "فرحان بخاري" ونشرته صحيفة "جابان تايمز" اليابانية يوم السبت الماضي. الكاتب وهو صحفي باكستاني أشار إلى أن "المجلس الدولي لمكافحة المخدرات" التابع للأمم المتحدة قدّر حجم الأفيون الذي أنتج في أفغانستان خلال العام المنصرم بأربعة آلاف طن أي خمسة أضعاف ما تم إنتاجه عام 2003، ما يثير تساؤلات حول جهود إعادة الإعمار التي تقوم بها الولايات المتحدة في هذا البلد منذ سقوط نظام "طالبان" قبل أقل من أربع سنوات. وحسب "بخاري"، فإنه على العكس من النظام الأفغاني الحالي، نجح نظام "طالبان" في الحد من إنتاج "الأفيون" الذي يستخدم في صناعة "الهرويين"، كما أن تزايد إنتاج المخدرات في أفغانستان في ظل وجود القوات الأميركية وقوات غربية أخرى يكشف الطبيعة الهشة لنظام كابول وحلفائه الأساسيين. ومن ثم لا يستطيع "كرزاي" الحد من تهريب المخدرات في بلاده ما لم يقم بحملة لإعادة بناء الاقتصاد الأفغاني، وإيجاد وظائف للأفغان الذين يعيشون في فقر مدقع. وقد بدا واضحاً أن فشل الولايات المتحدة في القيام بعملية إعادة بناء الاقتصاد الأفغاني بعيد الحرب، أضر بجهود واشنطن في عملية بناء الدولة في هذا البلد الذي مزقته الصراعات الداخلية والدولية. وبمقدور الولايات المتحدة وأفغانستان التركيز على تقديم المساعدات لمن يرغب في التخلي عن تجارة المخدرات، وذلك بالتوازي مع حملة تُستخدم فيها القوة للحد من تدفق المخدرات من أفغانستان، ومع جهود تقوم بها البلدان الغربية من أجل تقليص استهلاك مواطنيها للمخدرات.


الطاقة النووية في الصين


"وضعت الحكومة الصينية خطة لزيادة إنتاجها من الطاقة النووية خلال الخمسة عشر عاماً المقبلة بمقدار ستة أضعاف لتغطي العجز المزمن في الطاقة الكهربائية وتعزز قدراتها الذاتية في مجال إنتاج الطاقة". بهذه العبارة استهل "مايكل ريتشاردسون" مقاله المنشور يوم السبت الماضي في صحيفة "ذي ستريتس تايمز" السنغافورية مشيرا إلى أن بكين، التي تملك الآن تسعة مفاعلات نووية بطاقة 6500 ميجاوات، عرضت صفقة لبناء أربعة مفاعلات نووية تكلفتها 30 مليار دولار على كبريات الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال، كخطوة أولى لتنفيذ هذه الخطة التي تسعى من ورائها بكين إلى تخفيض اعتمادها المتنامي على النفط وتقليص استخدامها للفحم في توليد الكهرباء حتى يتسنى لها الحد من الانبعاثات الغازية الملوثة للبيئة. الكاتب وهو زميل زائر في "معهد دراسات جنوب شرق آسيا" أشار إلى أن الصين تحاول استغلال صفقات بناء مفاعلات نووية جديدة لنقل واستيعاب التقنيات المتطورة، حيث اشترطت بكين على الشركات العالمية التي ستقوم ببناء هذه المفاعلات أن تكون 70% من مكونات المفاعلات الجديدة صينية الصنع، وذلك بعد أن كانت هذه النسبة 30% عام 1997.