واشنطن "عاجزة" عن احترام حقوق الإنسان... والأمم المتحدة تحتاج صراحة "بولتن"


أصداء تظاهرة "حزب الله"، وتورط الاستخبارات في إرسال مشتبهين لاستجوابهم في بلدان شرق أوسطية، والتنديد باغتيال الزعيم الشيشاني "أصلان ماسخادوف"، والترحيب بتعيين "جون بولتن" سفيراً لواشنطن في الأمم المتحدة... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة أسبوعية موجزة على الصحافة الأميركية.


"حزب الله وثورة الأرز"


تحت هذا العنوان علقت "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها يوم أمس الأحد على تظاهرة الأسبوع الفائت التي نظمها "حزب الله" مشيرة إلى أن ثمة رسالة واضحة طرحها الحزب في هذه التظاهرة مفادها أن الميليشيا القوية البالغ عددها 20 ألف مقاتل لن تُستبعد من العملية الديمقراطية اللبنانية الخالية من النفوذ السوري. وحسب الصحيفة، لكي يكون "حزب الله" حزباً سياسياً حقيقياً، يتعين عليه التأكيد على نيته الدخول في العملية السياسية السلمية. وضمن هذا الإطار فإن التخلي عن جميع الأنشطة شبه العسكرية سيكون خطوة أولى جيدة يثبت من خلالها الحزب قدرته على تحويل نفسه من "منظمة إسلامية إرهابية مدججة بالأسلحة الثقيلة" إلى قوة سياسية مستقلة تنهمك في صياغة مستقبل لبنان.


"التعذيب بالوكالة"


اختارت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" هذه العبارة عنواناً لافتتاحيتها يوم الجمعة الماضي، وسبقتها "نيويورك تايمز" في نشر افتتاحية تحمل العنوان نفسه يوم الثلاثاء الماضي. وحسب "لوس أنجلوس تايمز" فإن مسؤولين حاليين وسابقين في الإدارة الأميركية، أكدوا أن وكالة الاستخبارات المركزية "CIA" قامت منذ 11 سبتمبر 2001 وحتى الآن بترحيل ما بين 100 إلى 150 شخصاً يُشتبه في تورطهم في أعمال إرهابية من الولايات المتحدة إلى بلدان لا تحترم القانون وحقوق الإنسان. وأعطت إدارة الرئيس بوش صلاحيات أوسع للوكالة كي ترسل سجناء متهمين في قضايا لها علاقة بالإرهاب إلى الخارج. الصحيفة اقتبست عبارة وردت على لسان الرئيس بوش في خطاب "حالة الاتحاد" مفادها "أن التعذيب غير مقبول وأن أميركا لا تسلم أناساً إلى بلدان تنفذ عمليات تعذيب"، غير أن ما تم الكشف عنه لاحقاً أثبت أن الرئيس الأميركي "يغرد خارج السرب". القانون الأميركي والاتفاقات الدولية تحظر إرسال سجناء إلى دولة ما لم تكن ثمة ضمانات قوية بمعاملة هؤلاء السجناء معاملة إنسانية، ومسؤولو الـ"CIA" يقولون إنهم حصلوا على هذه الضمانات من دول شرق أوسطية تم تسليم السجناء إليها، وهو ما تراه الصحيفة أمراً مضحكاً. وثمة مشكلة أخلاقية تُعد الأكثر إزعاجاً للرئيس بوش في حربه على "الإرهاب" وهي تكمن في أن أميركا الدولة التي تعتبر نفسها نموذجاً للحرية تبدو عاجزة عن احترام القانون وحقوق الإنسان الذين تطالب الآخرين باحترامهما بحماسة شديدة.


"ماسخادوف" و"مانديلا"


"لو قامت جنوب أفريقيا باغتيال نيلسون مانديلا في الثمانينيات لكانت ارتكبت الخطأ الفادح نفسه الذي وقعت فيه القوات الخاصة الروسية باغتيالها الزعيم الانفصالي الشيشاني أصلان مسخادوف"، هكذا استهلت صحيفة "واشنطن بوست" افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، مشيرة إلى أن "مانديلاً" لا يشبه "مسخادوف" بل إن الأخير يمثل في الشيشان التوجه المعتدل نفسه الذي تبناه "مانديلا". النظام في جنوب أفريقيا أدرك أنه ما لم يشارك "مانديلا" وأنصاره في التسوية الديمقراطية، فإن هذه التسوية ستؤول إلى جيل أكثر راديكالية وعنفاً، وهو سيناريو من المتوقع حدوثه في الشيشان بعد اغتيال "ماسخادوف"، ذلك المسلم العلماني والضابط السابق في الاتحاد السوفييتي الذي أُنتخب رئيساً للشيشان في وقت أقرت فيه روسيا شرعية هذه الانتخابات. وبعد مقتل هذا الرجل سيواجه الروس جيلاً من الناشطين الشيشانيين أكثر عنفاً وراديكالية، وربما يتزعمهم "شامل باسييف" المتهم بتنفيذ الهجوم على مدرسة "بيسلان". مقتل "مسخادوف" سيبدد، في المستقبل القريب، أية فرصة للتوصل إلى نهاية دبلوماسية للحرب الشيشانية، لا سيما وأن هذا الرجل كرر طلبه إجراء حوار مع موسكو لكن الأخيرة رفضت، وأصر "الكريملن" على وصفه بـ"الإرهابي" وذلك على رغم إدانته لـ"لإرهاب". من جانبها نشرت صحيفة "بوسطن غلوب" يوم الجمعة الماضي افتتاحية خلصت خلالها إلى أن ثمة تساؤلاً مهماً يطرح نفسه بعد مقتل "مسخادوف" هو ما إذا كان الرئيس بوتين يرغب في أن يمتد الصراع في الشيشان لفترة أطول كي يتسنى له استغلال "حربه على الإرهاب" لتبرير عملية تركيز السلطة في الكريملن.


"بولتن" في الأمم المتحدة


"عندما رشح الرئيس بوش جون بولتن سفيراً للولايات المتحدة في المنظمة الدولية ارتعدت فرائص الدبلوماسيين الأميركيين"، هكذا استهلت "كاثرين