بمناسبة أسبوع المرور الخليجي الواحد والعشرين والذي انطلق يوم أمس الأول تحت شعار ''سياقيك هي أخلاقك '' ،نستعرض بعض الأرقام ''المروعة ''لضحايا الحوادث والكوارث المرورية التي تقع على الطرقات وتترك آثارها على المجتمع ،العام الماضي فقط وقع 8268 حادثا مروريا راح ضحيتها 823 شخصا منهم 247 من المواطنين والبقية من جنسيات مختلفة ،خلفت هذه الحوادث عشرة آلاف و352 إصابة، نسبة كبيرة من ضحايا هذه الحوادث ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاما ،خسائر الدولة جراء هذه الحوادث المروعة قدرت خلال العام 2003 بأربعة مليارات درهم ،هذه فقط الخسائر المباشرة التي يمكن حصرها وفقا لعلم الإحصاء والعد والحساب ،لكن هناك عشرة أضعافها وأكثر من الخسائر المعنوية والمادية والنفسية التي يسببها هذا المسلسل الدموي الذي يواصل عرض حلقاته القاتلة على الطرقات في الدولة التي تشهد كل ساعة تقريبا حادثا مروعا أي 24 حادثا خلال اليوم الواحد ،يدفع ثمن هذه الحوادث المجتمع والدولة ،بما تستنزفه من طاقات بشرية منتجة وما تخلفه من مآس وألام ومعاناة للأسر والأبناء الذين فقدوا عزيزا عليهم بالإضافة إلى ما تخلفه من ألم وحسرة لمصابي الحوادث المروية الذين فقدوا أجزاء من أجسامهم أو اقعدوا وتحولت حياتهم الى سجن كبير على مقعد متحرك بأربع عجلات·
مسلسل الموت على الإسفلت هو حرب مستمرة على أعز ما نملك وهي الثروة البشرية التي تسخر لها الدولة كل الإمكانيات والطاقات لتوفر لها الحياة الكريمة المستقرة حتى تتفرغ للعمل والإنتاج، والطرقات التي أنفقت عليها الدولة المليارات الهدف منها مواكبة النقلة الحضارية الكبيرة التي تشهدها الدولة في كافة القطاعات والمرجو منها تسهيل سبل الاتصال والتواصل وإقامة تجمعات حضارية والوصول إلى المقاصد المرجوة بأمن وأمان وليس أن تتحول إلى ميادين للسباق واستعراض القوة من قبل اشخاص حولوا السيارات والطرقات من وسائل للنقل والاتصال إلى وسائل للقتل والدمار ،الدولة لم تقصر مهدت الطرق ووضعت الرادارات وتنظم الحملات لضبط عملية السير والمرور ولكن الدولة لا تستطيع أن تضع رقيبا على ضمير كل سائق أو شرطيا يراقب كل سائق على الطريق،ورغم الجهود التي تبذل لحماية الأرواح والممتلكات نجد أن معدلات مخالفات السرعة هي الأكثر وكذلك الإشارة الحمراء والقيادة بطيش وتهور ·
كيف يمكن أن نخفف من وطأة هذه المأساة اليومية وهذه الحرب المستعرة على الطرقات ؟ هذا التساؤل تعمل على إجابته أجهزة المرور في الدولة ولكن يبقى الجواب الأكيد في يد سائقي المركبات ولو عمل كل سائق على تطبيق آداب الطريق والتزم بقواعد السير والمرور التي وضعت لحماية السائقين والركاب والمارة والمال العام لتوقف هذا المسلسل الدموي الذي ندفع ثمنه غاليا من أرواح أبنائنا وآبائنا وأعز الناس وهم الشباب أمل الغد وعدة المستقبل ·