بعد أن شنت الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها، بغطاء دولي، الحرب ضد حكومة "طالبان" في أفغانستان، تحت ذريعة الحرب على الإرهاب، كتبتُ آنذاك، أن الدور سيأتي بعد ذلك على العراق، وسوريا، ولبنان، وفلسطين، والسودان، وليبيا، والحبل على الجرار، وسيصل في نهاية المطاف إلى كل من السعودية ومصر، وهما الدولتان العربيتان المعتدلتان، اللتان تربطهما علاقات وطيدة مع الولايات المتحدة الأميركية. كما ذكرتُ أيضا أن كل ذلك سيجري تحت ذرائع مختلفة تتناسب مع طبيعة نظام الحكم ومشكلاته في كل دولة.
وإذا نظرنا إلى المطالبة بالديمقراطية في مصر والسعودية الذي تتبناه بعض القوى المحلية في هذين البلدين، سنجد أن من بين هذه القوى من يريد فعلاً الإصلاح الحقيقي في بلده، ومنها من ينفذ مخططا
أميركياً يؤدي إلى زعزعة الاستقرار واحداث الفوضى تمهيدا للتدخل الأميركي السافر في الشؤون الداخلية لهذين البلدين، للقضاء على ما تبقى من الأمل في وحدة الصف العربي، ليصبح العالم العربي بأكمله دمية تحركها الإدارة الأميركية وإسرائيل.
من المؤسف أن البعبع الأميركي أصبح هو الهاجس الذي يؤرق كل الأمة العربية قادة وشعوباً، وأصبحت تل أبيب هي المكان الذي "يحج" إليه معظم المسؤولين العرب، خصوصاً من الدول التي ليس لها أية علاقة في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، حتى تنال هذه الدول الرضا من إسرائيل، لكسب عطف الإدارة الأميركية، وعدم التهديد بالتدخل في شؤونها الداخلية.
من المؤكد أن الأمة العربية تعيش حاليا في مرحلة هي الأصعب، وتسير في انحدار شديد نحو الهاوية، ولا يدري أحد إلى ماذا ستصل إليه الأمور، وما هو الطريق الصحيح للخروج من هذا المأزق الخطير. والسؤال هنا: هل وصلت الأمور إلى طريق مسدود؟ وهل هناك أمل أو نقطة عربية مضيئة في نهاية النفق المظلم؟!
حاتم أبو شعبان-عضو المجلس الوطني الفلسطيني