بعد اغتيال رفيق الحريري تصاعدت موجات الشد والجذب بين المعارضة اللبنانية والتيارات الموالية للحكومة اللبنانية، وباتت الأوضاع الداخلية اللبنانية متدهورة، إذ أن الجميع كان ينتظر تنفيذ قرار 1559، الذي يقر بانسحاب سوريا بشكل كامل من لبنان، ليستعيد هذا البلد، حسب رؤية كثيرين، حريته. وقد كان رد الرئيس بشار الأسد سريعاً حيال هذا الموضوع، إذ أنه قرر الانسحاب السوري إلى منطقة البقاع، ومن ثم إلى الحدود السورية- اللبنانية، مؤكداً حرصه على استمرار العلاقات الطيبة بين الدولتين الشقيقتين.
بيد أن هنالك من يعارض هذه الخطوة، ويطالب بالتوقف على أطلال هذه الأزمة التي تفاقمت بعد اغتيال رفيق الحريري، وكان أحد المعارضين لموجات التصعيد التي تشهدها الساحة اللبنانية هو "حزب الله"، الذي طالبت قيادته عبر وسائل الإعلام بالعودة إلى طاولة المفاوضات، من أجل الإقرار باتفاقية الطائف وإبعاد القرار 1559 عن طاولة المشاورات اللبنانية، لصالح الطرفين اللبناني والسوري.
وللولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية نظرة أخرى في هذا الصدد. فانسحاب سوريا من لبنان لا يكفيها، ولا تستبعد سوريا شن حرب أميركية عليها، لأهداف سياسية واستراتيجية تخطط لها منذ زمن بعيد، إذ أن سوريا، وعلى حد قول جورج بوش "غير ممتثلة للقوانين والشروط التي تمليها عليها أميركا وإسرائيل"!.
الموضوع شائك بالفعل، ومعقد ولن تستطيع التصريحات والمفاوضات والاجتماعات إيضاحه بالصورة التي يريدها المشاهد العربي، كون الأسئلة كثيرة في هذا الصدد، ولعل أبرزها: ماذا سيكون مصير سوريا في الأيام القادمة؟ وهل سيكون خروج سوريا من لبنان بابا لممارسة مزيد من الضغوط الأميركية على دمشق؟ تساؤلان يأمل الشارع العربي أن يجد لهما إجابات شافية ووافية في المستقبل القريب.
ريا المحمودي - رأس الخيمة