الخطاب الذي أفصح خلاله الرئيس السوري بشار الأسد عن عزم بلاده سحب قواتها من لبنان تطور إيجابي يؤكد على أن دمشق قادرة على استيعاب المشهد الدولي الراهن. انسحاب القوات السورية سيعطي دمشق مساحة حرية أكبر في علاقاتها مع بيروت، وسيكون هذا الانسحاب دليلاً على نوايا سوريا الحسنة تجاه أشقائها اللبنانيين. لا يستطيع أي محلل أن ينكر جهود السوريين في حماية أمن واستقرار لبنان، واللبنانيون يعون جيداً أن سوريا هي الأقرب إليهم في المنطقة، ومن ثم يجب ألا تتضرر العلاقات السورية- اللبنانية بهذا الانسحاب، بل يجب أن يستخدمه الطرفان كبداية لمرحلة جديدة، يتم خلالها تصحيح العلاقات وإرساء أطر مؤسسية جديدة تضمن ديمومة العلاقات بين دمشق وبيروت لا سيما وأنهما يقفان في الخندق ذاته. ويجب على الدول العربية الآن أن تطمئن المجتمع الدولي أنه لا توجد مشكلة بين السوريين واللبنانيين، وأن المسألة برمتها يمكن احتواؤها عبر حوار بناء بين دمشق وبيروت، وخاصة أن العلاقات الاستراتيجية بينهما أقوى من أي خلاف.
منتصر إسماعيل - دبي