المتتبع للأحداث التي جرت في السنوات الأربع الأخيرة ولحديث السيد بوش وأقواله التي يرددها دائماً عبر الوسائل الإعلامية المختلفة عن الديمقراطية والاستقرار والأمن والأمان، يلاحظ العجب العجاب من هذا الرجل الذي يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر. الرئيس بوش الذي يحارب الإرهاب والمتحمس لإرساء الديمقراطية والاستقرار والأمن، خاصة في منطقتنا العربية، تصريحاته وللأسف الشديد تقول عكس ذلك. فها هو يشن الحروب هنا وهناك، في أفغانستان سابقاً ثم في العراق ويحاول الآن ممارسة ضغوط شديدة على سوريا، وربما محاولة ضرب سوريا، ناهيك عن الطامة الكبرى وهي قضية الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاستعمار الصهيوني الذي يدعمه الرئيس بوش بمليارات الدولارات سنوياً، وهناك الكثير من الشعوب راحت ضحية لسياسته المتغطرسة.
إذاً بوش يكيل بمكيالين ويقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر، فهو يطالب الجيش السوري بالانسحاب من لبنان وجيشه يقتل وينهب ويدمر العراق، ويطالب إيران ودولاً أخرى بالاستغناء عن المفاعل النووي حتى لو كان لأغراض سلمية، بينما يشجع الدولة العبرية ويمدها بالمليارات لصنع القنابل النووية وآخر ما توصل إليه العلم من تكنولوجيا لصناعة جميع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية. إذاً أين السلام الذي يطالب به الرئيس بوش؟ وأين الاستقرار والأمن والأمان التي يتحدث عنها دائماً؟ وأين الديمقراطية التي يطالب بها؟.
هلال سلطان الريامي - أبوظبي