سوريا استجابت للضغوط... وديمقراطية الشرق الأوسط تعزز موقف "الإسلاميين"


أصداء خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، ومحاولة الربط بين غزو العراق ونشر الديمقراطية في الشرق الأوسط، والشكوى من نقص عدد الأطباء، وبوادر تحسن في مواقف المسلمين تجاه الولايات المتحدة... قضايا نعرض لها ضمن إطلالة أسبوعية موجزة على الصحافة الأميركية.


"لبنان للبنانيين"


ضمن تعقيبها على خطاب الرئيس السوري بشار الأسد أمام برلمان بلاده نشرت صحيفة "واشنطن بوست" يوم أمس الأحد تقريراً أعده "سكوت ويلسون" وخلص فيه إلى أن هذا الخطاب الذي أعلن فيه الرئيس بشار عزمه سحب قواته من لبنان، جاء نتيجة قيام دول كثيرة منها بلدان عربية مؤثرة بمطالبة دمشق بإنهاء وجودها العسكري والاستخباراتي في لبنان. وبالنسبة للبنانيين، فإن خطاب بشار الذي استمر ساعة جاء استجابة لتظاهراتهم السلمية التي بدؤوها بعد اغتيال الحريري في 14 فبراير الماضي. التقرير لفت الانتباه إلى أن الأسد لم يحدد في خطابه جدولاً زمنيا لخطة الانسحاب، ولم يذكر ما إذا كانت أجهزته الاستخبارية تدخل ضمن هذه الخطة. وتحت عنوان "لبنان للبنانيين" نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الجمعة الماضي افتتاحية رأت خلالها أن سيطرة سوريا عسكرياً على لبنان تمكنها من التحكم في ميليشيا "حزب الله" المدعوم من إيران، وتستغل دمشق هذه الميليشيا في ممارسة ضغوط على إسرائيل دون أن يُعرض السوريون قواتهم وأراضيهم للتصعيد المباشر، وهو ما تراه الصحيفة تكتيكاً سيئاً أودى بحياة كثير من اللبنانيين والإسرائيليين وعرقل الجهود الرامية للتفاوض على اتفاق سلام سوري-إسرائيلي. وحول الدور المصري والسعودي في مطالبة بشار الأسد بسحب قواته من لبنان، نشرت صحيفة "بوسطن غلوب" يوم أول من أمس السبت افتتاحية فسرت خلالها دوافع القاهرة والرياض بأنها ذات بعد جيوسياسي، فسوريا المتحالفة مع إيران تجعل بشار الأسد متعاوناً مع الشيعة غير العرب في وقت حذر فيه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من ظهور ما أسماه "هلالاً شيعياً يمتد من طهران مروراً بالعراق وسوريا ولبنان"، ما يهدد هيمنة "السُنّة" على العالم العربي.


غزو العراق ودمقرطة الشرق الأوسط


"الشرق الأوسط يموج برياح التغيير لكن الاتجاهات غير واضحة"، هكذا عنون "تايلور مارشال" تقريره يوم الثلاثاء الماضي في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" مستنتجاً أن لدى المسؤولين الأميركيين أمل في أن تكون التطورات الأخيرة في مصر وسوريا ولبنان بمثابة تثبيت وتبرير لسياساتهم في منطقة الشرق الأوسط، لكن الديمقراطية التي يأمل هؤلاء في نشرها داخل المنطقة ربما تعزز موقف "الإسلاميين". وضمن هذا الإطار ألمحت الانتخابات العراقية الأخيرة إلى طبيعة النتائج التي قد تسفر عنها الانتخابات الحرة في منطقة لا تزال صورة الولايات المتحدة فيها ضعيفة وأجندتها غالبا ما يتم النظر إليها على أنها مؤامرة مع الصهيونية ضد الشعوب المسلمة؛ فهذه الانتخابات جاءت برجل إسلامي التوجه لديه علاقات سابقة مع إيران كي يقود الحكومة العراقية الانتقالية. أما "دانيل شير" فكتب يوم الجمعة الماضي مقالاً في صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" حاول خلاله الربط بين التحولات الديمقراطية في مصر ولبنان وغزو العراق، فهذه التحولات التي حدثت بعيد الانتخابات العراقية التي جرت في يناير الماضي تجعل المرء يفكر في ما إذا كان العراق يعمل بمثابة منارة للتحول الديمقراطي في الشرق الأوسط، فأثناء الإعداد لغزو العراق قال الرئيس بوش: العراق المحرر بمقدوره الكشف عن مدى قوة الحرية على إجراء تحولات في هذه المنطقة الحيوية"، ربما كان الرئيس الأميركي، حسب "شير" على حق.


عجز في عدد الأطباء


لغة الأرقام كانت الأداة التي استخدمها "دينيس كوشون" في تقريره المنشور يوم الخميس الماضي في صحيفة "يو أس أيه توداي" كي يوضح حجم الخطر المتمثل في نقص عدد الأطباء الأميركيين وما يعنيه ذلك من تهديد للرعاية الصحية في الولايات المتحدة. وحسب التقرير تحتاج أميركا إلى تدريب أعداد إضافية من الأطباء تتراوح ما بين 3 إلى 10 آلاف طبيب سنوياً، وذلك لمواجهة الاحتياجات الطبية المتنامية للمسنين، علماً بأن عدد الأطباء الذين يتم تدريبهم سنوياً يصل إلى 25 ألف طبيب. وبما أن فترة تدريب الأطباء تستغرق 10 سنوات، فإنه ما لم تتخذ أميركا إجراءات للحد من العجز في عدد الأطباء، ستعاني، بحلول عام 2020 من عجز يتراوح ما بين 85-200 ألف طبيب. غير أن الحديث عن هذا العجز يبدو غير متوقع؛ فالجمعية الطبية الأميركية وغيرها من المؤسسات العاملة في مجال الرعاية الصحية توقعت فائضاً في الأطباء وسعت إلى الحد من عدد الأطباء الجدد. وفي عام 1994 توقعت دورية "الجمعية الطبية الأميرك