تكتسب المحادثات التي أجراها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' مع فخامة المستشار الألماني جيرهارد شرويدر يوم أمس في أبوظبي والتي تناولت الأوضاع الراهنة في المنطقة وتفعيل سبل التعاون بين البلدين الصديقين أهمية خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، نظرا لدور البلدين المهم والحيوي في دعم الاستقرار والأمن والسلام الدولي وتطلعاتهما المستقبلية لفتح آفاق جديدة من التعاون المشترك يعتبر مثالا يحتذى في العلاقات الدولية القائمة على التعاون المثمر بما يخدم مصالح الشعوب وأمنها واستقرارها ورفاهيتها ·
وتؤكد الاتفاقيات الثماني التي وقعها البلدان يوم أمس في مجالات اقتصادية ومالية وعسكرية التوجه الجدي للبلدين لترجمة الشراكة الاستراتيجية بينهما إلى خطوات عملية تعزز فرص التعاون الحقيقي وترسي نهجا جديدا في العلاقات الدولية القائمة على المصالح المشتركة التي تعزز التلاقي والتحاور والتعاون بين أعضاء الأسرة الدولية، كما تؤكد على المكانة التي تحتلها دولة الإمارات العربية المتحدة على الساحة الدولية ودورها المتنامي ليس فقط على الصعيد الاقتصادي كونها من الدول الأكثر نموا في العالم وتملك احتياطيات نفطية ضخمة بل لمساهمتها الجدية في القضايا الدولية الراهنة والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها ودعم سياسات التنمية المتوازنة وتخفيف الاضطرابات التي يشهدها العالم في العديد من المناطق خصوصا في الشرق الأوسط للتفرغ لعمليات التنمية التي تخدم الشعوب وتحقق استقرارها، وتأكيد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' أمس خلال مباحثاته مع المستشار الألماني شرويدر على هذا التوجه عندما أشار سموه إلى ضرورة تسليم السلطة للشعب العراقي وان هذا سيكون عاملا مهما من أجل ضمان المزيد من الأمن والاستقرار في هذا البلد العربي الشقيق والحفاظ على سلامة أراضيه وتوحيد طاقاته نحو البناء والتعمير وكذلك دعوة سموه إلى الإسراع في تنفيذ خارطة الطريق من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من بناء دولته المستقلة حسب خارطة الطريق وقرارات الشرعية الدولية وان هذا هو الطريق لضمان الأمن والاستقرار الاقتصادي في الشرق الأوسط·
إن دولة الإمارات العربية المتحدة انطلاقا من هذه السياسة الرشيدة والمتوازنة تبني علاقات دولية تخدم أولا توجهاتها في التنمية الشاملة وتخدم قضايا أمتها وتعمل على إرساء جسور متينة من التعاون الدولي بما يخدم توجهاتها في دعم التعايش والحوار الحضاري بين الأمم والشعوب، ولا شك أن التطور المتنامي لعلاقات الإمارات وألمانيا سيكون نموذجا رائدا لهذه السياسة التي تخدم الأمن والاستقرار في العالم ·