تعج شوارع مدينة أبوظبي بـ"الجزر الرملية" التي بقيت على حالها منذ سنوات طويلة مضت، ولم يطرأ عليها أي تغيير، كما لم يكشف عن أي خطط لاستغلالها سواء في الزراعة والتجميل أو أي أغراض أخرى. ومع مرور الوقت والسنوات تحولت قطع الأرض الفضاء هذه إلى "مرتع" كل يمارس فيها أنشطته حسب هواه، ففي الأعياد تتحول هذه "الجزر الرملية" إلى مسالخ "قطاع خاص" يتم الذبح فيها بعيدا عن عيون الرقابة، وفي إجازات نهاية الأسبوع يتحول الكثير منها إلى ملاعب للكرة بشتى صنوفها وأنواعها وممارسيها، وخلال بقية أيام الأسبوع تبقى هذه الجزر شاهدا يراقب عن قرب عذاب البحث عن مواقف للسيارات من حولها! وقد يكون أمر هذه الجزر الرملية هينا لو أن عددها صغير، ولكنها كثيرة ومتعددة وتقع بالقرب من محاور مرورية تعاني الاختناق والازدحام في مواقف السيارات، والمشكلة بالطبع ليست في وضع هذه الجزر ولا موقعها الجغرافي بل في توظيفها بالطريقة المناسبة. فهذه الجزر التي نتجت عن التخطيط الحالي للمدينة، كان يفترض تجميلها وزراعتها ولكن لسبب ما لم يحدث ذلك وبقيت هذه الجزر على حالها حتى الآن، مع أن بقاءها على الوضع الراهن لا يبدو مريحا ولا منسجما مع جهود التطوير التي تشهدها العاصمة.
صحيح أن تحويل هذه الجزر الرملية إلى مواقف للسيارات يعني أن تظهر العاصمة بالنهاية بمظهر موقف سيارات كبير وضخم تتخلله المباني والأبراج السكنية، وأن هذه الخطوة لا تتماشى مع الخطط، ولكن في المقابل فإن المنظر العام لهذه المساحات الرملية الفارغة وحولها سيارات تقف في مناطق ممنوعة لا يقل سوءا.
ولذا فمن الضروري حصر عدد ومواقع هذه الجزر الرملية، ودراسة أفضل السبل للاستفادة منها بحيث نتفادى الإبقاء عليها بوضعها الحالي مع إمكانية عدم تعميم أي حلول مقترحة عليها جميعا بمعنى أن نعالج الأمر وفقا لحالة الموقع. فإذا كانت المنطقة التي تقع بها هذه المساحات الرملية تحتاج إلى مواقف للسيارات كأولوية قصوى، فما المانع من تحويل الجزر الواقعة فيها إلى مواقف سيارات، وإذا كانت هذه المنطقة لا تعاني هذه المشكلة "نعالج" أمر هذه الجزر إما عن طريق تجميلها أوعن طريق تمهيدها لامتصاص التجمعات البشرية من العمالة الأجنبية التي تصطف على أبواب البنايات السكنية في أيام الإجازات والعطلات!.
وليتنا نتجه إلى تنمية الطاقات الفردية واستغلال الجهود الذاتية للطلاب والشباب في تجميل هذه "الجزر" بحيث يمكن طرحها كمشروع للإجازة الصيفية المقبلة ويتم تنفيذه بالتعاون بين المدارس ودائرة البلدية ومؤسسات القطاع الخاص بهدف شغل وقت فراغ الأبناء و"تطبيع" العلاقات بينهم وبين البيئة بما يعزز جهود التوعية الرامية إلى إقناعهم بالحفاظ عليها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية