الضغوط الشديدة التي تتعرض لها سوريا سواء من الولايات المتحدة أو من الاتحاد الأوروبي لتنفيذ القرار 1559، الذي لم يمر على صدوره سوى أشهر قليلة، يضع علامات استفهام كبيرة على الصمت الدولي تجاه اسرائيل مصدر الازعاج وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا لا يمارس المجتمع الدولي على اسرائيل الضغوط ذاتها التي يمارسها الآن على سوريا، كي تقوم تل أبيب بتنفيذ القرار 242 وتنسحب من الجولان والضفة والقطاع ومزارع شبعا؟
مشكلة الشرق الأوسط واضحة والعالم كله يعرفها، ألا وهي الاحتلال الإسرائيلي الذي أدى إلى سباق تسلح في المنطقة وأسفر عن حروب، أودت بأرواح مئات الآلاف، وبددت جهوداً ضخمة كانت التنمية الشاملة أولى بها، وكرست سياسات تتعارض مع قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يحاول الغرب نشرها في المنطقة العربية.
مفتاح الإصلاح والاستقرار في الشرق الأوسط يتمثل في زوال الاحتلال الإسرائيلي، ومن دون ذلك ستظل المنطقة العربية بقعة مضطربة أو قنبلة موقوتة ربما تتطاير شظاياها لتطال العالم كله، ومن دون تسوية عادلة ترضي السوريين واللبنانيين والفلسطينيين، لن يكون ثمة أمل في استقرار أو سلام في المنطقة العربية. وإذا كان المجتمع الدولي لا هم له الآن سوى القرار 1559، فأين كانت هذه الضغوط منذ صدور القرارات الدولية الخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي والتي تجاوز عمر بعضها نصف قرن.
أحمد ربيع-أبوظبي