رفض فرنسي لـ"الدبلوماسية الموازية"... ونهايات مفتوحة لـ"انتفاضة" بيروت!


من صحف ومجلات باريس الصادرة هذا الأسبوع اخترنا في هذا العرض الموجز إضاءة ثلاثة موضوعات هي: الجدل الدائر في فرنسا بشأن مساعي النائب "ديدييه جوليا" لخلق "دبلوماسية موازية" للتعامل مع موضوع الرهينة الفرنسية في العراق، وموضوع انتفاضة بيروت، وعجز وعدم فاعلية الدبلوماسية الأوروبية في الشرق الأوسط.


زوبعة جوليا


 صحيفة "لوموند" عنونت افتتاحيتها ليوم الجمعة (أول من أمس) بـ"حالة جوليا" وخصصتها لتداعيات ظهور الصحفية الفرنسية "فلورانس أوبنا" المختطفة في العراق على شريط تلفزيوني طالبة من النائب "ديدييه جوليا" -من حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية وهو حزب شيراك-، أن يتدخل لإطلاق سراحها، وهو ما ذكر بمساعي هذا النائب الفردية قبل أشهر لإطلاق سراح الصحفيين "كريستيان شينو" و"جورج مالبرينو"، وقد رد رئيس الوزراء "جان بيير رافاران" بحدة وبشكل قاطع على هذا العرض، أو بالأحرى الرسالة من الخاطفين، رافضاً أن تتكرس في فرنسا "دبلوماسية موازية"، أو أن يتحدث أحد باسم فرنسا سوى الحكومة ومن فوضتهم وفق ما هو معتاد قانونياً ودبلوماسياً، في مثل هذه الأحوال. وقد اعتبرت "لوموند" أن حدة رئيس الحكومة في رده لها ما يبررها، كما أن مساعي "جوليا" لخلق "دبلوماسية موازية" لا يمكن السكوت عليها، لأنها أساساً تلحق الضرر بالوحدة الوطنية، ولأنها أيضاً تنال من هيبة ومكانة الدولة في نظر الشعب، وفي نظر العالم الخارجي أيضاً، وهذا ما يتعين على "جوليا" أن يفهمه وأن يُفهمه لأصدقائه العراقيين والسوريين كذلك. أما صحيفة "لوفيغارو" فقد خصصت لنفس الموضوع افتتاحية يوم الجمعة وجاءت بعنوان:"جوليا.. العودة الحزينة"، وفيها قالت إن الرسالة التي يسعى الخاطفون إلى إيصالها للفرنسيين قد وصلت بما فيه الكفاية، وإن على الفرنسيين أن يكونوا واضحين أيضاً في ردهم عليها، بحيث يقولون للجميع -كما فعل رئيس الوزراء- إن فرنسا ترفض الابتزاز، ولن تقبل بإحالة مؤسساتها الرسمية الشرعية إلى التقاعد، كما لا شيء يبرر القبول بحلول نائب ما مهما تكن علاقاته محل الأطر الرسمية لتخليص مواطن فرنسي مخطوف هنا أو هناك. وحملت الصحيفة على النائب "جوليا" وقالت إنه مثلما أخفق في تخليص الصحفيين "مالبرينو" و"شينو" العام الماضي فإن محاولته الآن الظهور بمظهر "المخلِّص" ستبوء بالفشل أيضاً. وأكدت "لوفيغارو" أن وحدة كل الفرنسيين وراء الحكومة هي الطريق الوحيد لتخليص الصحفية المختطفة "فلورانس أوبنا" ومرافقها حنون السعدي، أما المناورات الحزبية الساعية لخلق شعبية لهذا النائب أو ذاك فلا قيمة لها ويجب رفضها ووضع حد لها بشكل حاسم.


"انتفاضة بيروت السلمية".. إلى أين؟


 تحت هذا العنوان نشرت مجلة "لونوفل أوبسرفاتور" تحليلاً بقلم مبعوثها الخاص إلى لبنان فريد عيشون، استعرض فيه الآفاق والشرفات العديدة التي يمكن أن تفضي إليها الاحتجاجات الواسعة هناك على الوجود العسكري السوري، التي يحلو للبعض تسميتها بـ"انتفاضة بيروت السلمية". ويرى الكاتب أن الطريقة التي ستحسم بها الأمور لم تتضح بعد، إلا أن الضغط السعودي المصري على دمشق يمكن أن يسرع من خطوات الحكومة السورية في اتجاه سحب قواتها من لبنان، خاصة أن السعوديين الذين عانوا من نتائج حرب العراق إقليمياً لا يريدون أن يروا النيران تلتهم لبنان وسوريا وتعصف بالتالي ببقية التوازن الإقليمي الهش القائم الآن. ويلاحظ الكاتب أنه من الملفت جداً أن عائلة الحريري بدأت تأخذ مسافة أمان مناسبة من المعارضة اللبنانية، التي ترفع بعض أجنحتها الآن قميص رفيق الحريري نفسه للتخلص مما تعتبره "احتلالاً" سورياً لبلادها. ويرى كاتب المقال أنه إذا صحّ أن صفحة من تاريخ لبنان قد طويت الآن بعد استقالة حكومة كرامي، وارتفاع أسهم المعارضة إلا أن الصفحة الجديدة لم يكتب عليها بعد ما يسمح بقراءة ملامح لبنان المستقبل الذي سيأتي بعد المرحلة الموشكة على الانقضاء.


دبلوماسية الأقوال... والأفعال


 نشر "جون هولمز" عموداً في مجلة "الأكسبريس"، خصصه لمؤتمر لندن ومساعي رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لدعم السلطة الفلسطينية لكي تعود قاطرة عملية السلام إلى سكتها من جديد. ويرى الكاتب أن حظوظ مثل هذه المساعي من النجاح أكبر الآن بالنظر إلى توافر إرادة قوية لإحراز تقدم في مسيرة التسوية في كلا معسكري عملية السلام. ومع أن خبرة السنوات السابقة تعلمنا ألا نعلق آمالاً كبيرة على أية بارقة أمل تلوح في سماء نزاع الشرق الأوسط، إلا أن ثمة الآن أكثر من سبب للتفاؤل، حسب تعبير الكاتب. وذلك لأن الفلسطينيين صوتوا بوضوح في شهر يناير الماضي للمرشح الذين يعتقدون أنه قادر على أن يقود