:The Futurist


الإيدز والعمالة الأفريقية


تنبؤات عدة حملتها The Futurist الدورية التي تصدر كل شهرين عن "جمعية المستقبل العالمي" ومقرها ولاية ميرلاند الأميركية. وتحت عنوان "الإيدز يهدد قوة العمل الأفريقية" حذر العدد الأخير من أن السنوات الخمس المقبلة ستشهد انخفاضاً في حجم هذه القوة داخل البلدان الأفريقية جنوب الصحراء بنسبة 9% وذلك نتيجة تفشي مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، وبحلول عام 2010 ستفقد الدول الأفريقية الأشد تضرراً بالمرض 20% من قوة العمل الموجودة لديها، وستصل النسبة إلى 40% عام 2015. العدد لفت إلى أن الشركات متعددة الجنسية ستجد نفسها في طليعة الجهات المعنية بمكافحة الإيدز، كي تحمي موظفيها في هذه الدول وأيضاً مصالحها. وضمن هذا الإطار ذكر أحد ممثلي شركة "كوكا كولا" ما يفيد أن ثمة شعوراً بأنه لكون الشركة من أكبر الشركات العالمية التي لديها عمالة في أفريقيا يتعين على "كوكا كولا" القيام بدور في مكافحة الإيدز، فالشركة تقدم لموظفيها تغطية مالية كاملة لتكلفة أدوية العلاج من هذا المرض العضال.


وحول الجديد في تقنيات التسليح، لفت العدد الانتباه إلى أن ثمة نظم توجيه للصواريخ وقذائف الهاون تتمثل في طلقات توجيه يتم إرفاقها مع الصواريخ تشمل تقنيات اتصال وتوجيه وتحكم إضافة إلى مصدر للطاقة، وذلك لتحسين درجة دقة تصويب الأسلحة الموجودة حالياً. وعن مستقبل استخدام الطاقة الشمسية، أشار العدد إلى أنه بحلول 2025 ستشكل هذه الطاقة 90% من طاقة الإنارة في العالم.


وعن التدخين في الولايات المتحدة ثمة إحصاءات تكشف أن احتمالات إقلاع الأميركيين المدخنين من ذوي الأصول الأفريقية عن التدخين أقل من احتمالات إقلاع نظرائهم من ذوي الأصول الأوروبية (البيض)، والسبب في ذلك لا يعود إلى أسباب بيولوجية أو "جينية" أكثر من كونه يعود إلى أسباب اقتصادية واجتماعية، كتكلفة الإقلاع عن التدخين باستخدام بدائل النيكوتين. هذا الاستنتاج جاء بعد دراسة أجرتها جامعة بنسلفانيا مستندة على بيانات تم رصدها في الفترة الممتدة من عام 1990 إلى 2000 على الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم من 18 إلى 64 سنة.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


"عالم الفكر": الحرية


تكرس العدد الأخير من فصلية "عالم الفكر" الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت، لموضوع الحرية والتعبيرات الفكرية عن جوانبها السياسية والاجتماعية. وفي واحدة من دراسات العدد، يعالج علي حرب مسألة الحرية من وجهة فلسفية، متأملا حول "مساحة اللعبة وازدواج الكينونة"، فيتساءل مشيراً إلى مأزق المجتمعات المعاصرة وما تشهده من "إخفاقات متلاحقة ومشكلات متفاقمة وانهيارات مفاجئة": هل نحن ضحايا أقدارنا المقدرة وخلايانا المبرمجة، أم نحن ضحايا تهويماتنا وأساطيرنا أو قيمنا ومبادئنا أو أنظمتنا وصنائعنا؟ ويقول إنه إذا كان مفهوم الحرية ينتمي إلى الأزمنة الحديثة التي قدمته كتصور مركزي في مجالات السياسة والأخلاق والمجتمع والفكر، فإنه إذن قد نشأ وتشكل في سياق ما شهدته المجتمعات الأوروبية الحديثة من انقلابات وتحولات ثقافية وفكرية واجتماعية وتقنية واقتصادية كبرى، وفي سياق انتقالها من المرجعية اللاهوتية إلى المركزية البشرية، ومن قوانين الطبيعة إلى حقوق الإنسان، ومن أخلاق الطاعة والامتثال إلى حيوية الفكر النقدي، ومن نظام الحكم المطلق إلى المجتمع المدني والنظام الديمقراطي، ومن نمط الإنتاج الزراعي إلى نمط الإنتاج الصناعي أو الرأسمالي.. ومن هنا فإن مفهوم الحرية قد تبلور كجزء من منظومة معرفية تغيرت معها خريطة الفكر وصورة العالم.


وفي دراسة أخرى عن "الشمولية والحرية في الفلسفة السياسية المعاصرة"، ينطلق الدكتور الزواوي بغورة من الإشارة إلى مفارقة تمثلت في أن مظاهر الشمولية تعاظمت واكتسحت العالم بعد سقوط المعسكر الاشتراكي الذي كان رمزها الأول، ليقدم تحليلا عن الشمولية كحالة مضادة ومناقضة للحرية. فموضوع الشمولية كما يقول الفيلسوف الفرنسي آلان رونو كان المنطلق لتجدد الفلسفة السياسية المعاصرة في الحقبة التي سيطرت خلالها النزعة الوضعية والتاريخية وتجسدت فيها الشمولية والطغيان. ويوضح الكاتب أن مضمون المجتمع الذي تعاديه الشمولية، هو المجتمع القائم على الحرية أو "الفرد الحر الذي يشكل المجتمع الحر". وتناقش الدراسة ثلاثة نماذج فلسفية تناولت الشمولية والحرية في تحليلات فلسفية وسياسية محددة: الشمولية و"المجتمع المفتوح" عند كارل بوبر، و"جينالوجيا السلطة" في المجتمعات الغربية لدى ميشيل فوكو، وأطروحة الحرية كشرط للتنوير لدى ايمانويل كانط. ويتضح من