تحت عنوان "البلطجية"..."استحوا" نشرت "وجهات نظر" يوم الأحد 27-2-2005 عموداً للأستاذة نورا فاخوري وفي ردي على ما ورد في هذا المقال أقول للكاتبة: لا أريد الدخول في لعبة البيضة والدجاجة، ومن بدأ قبل من؟ ومن أساء لمن؟ فيبدو أن الفاصل الزمني بيننا وبين ما جرى ليس كافياً لجلاء الرؤية حتى الآن. وإلى أن يحدث ذلك أقول بصدق ومحبة، وأنا السوري المسكون بحب لبنان: إنني لم أرَ لبنان قط من بوابة أشباه الرجال وغانيات الملاهي، بل لبنان الذي أحببته هو لبنان الذي رسمه العبقري سعيد عقل، هو لبنان فارس الخوري الذي تغنى بسوريا وتغنت به، هو لبنان آل البستاني واليازجي والمعلوف، هو لبنان جبران خليل جبران وإلياس أبو شبكة والأخطل الصغير، هو لبنان الرحابنة وفيلمون ووديع وسعاد محمد، هو لبنان أنطون سعادة وفؤاد شهاب وكمال جنبلاط وريمون إده، هو لبنان سناء محيدلي وسمير قنطار، هو لبنان المنتشي بالكثير من أمثال هؤلاء الذين نجلهم ونحبهم. كنت أظن أن هناك من يعرف أي لبنان هو الذي يعلق في ذاكرة الشعوب. أما ما يكتب في صحف المنوعات ومجلاتها فذلك من الهباء الذي تذروه الرياح وأما ما يشرق على الدنيا ويفيض عليها نوراً إن في السياسة أو الفن أو الأدب فهو الذي ينفع الناس ويفيدهم.
وإذا كنتِ قد عرفتِ أي لبنان أحبُ، فآمل أن تجدي في سوريا ما تحبينه، وأن نساهم جميعاً في رسم صورة المحبة والوفاق، فنحن في النهاية لا نلوم ولا نلام على تصرف هنا أوهناك قام به أشخاص نعرفهم من خلال نشرات الأخبار أما هم يا سيدتي فلا يقرؤون أخبارنا.
سالم مازن - سوريا