"م.س.العجمي"... عسكري سابق في وزارة الداخلية الكويتية، قدم استقالته من عمله قبل عدة أشهر، حيث صرح لبعض المقربين إليه أن "أموال الحكومة الكويتية حرام!". وعليه فقد أجاز لنفسه خيانة وطنه، فقدم خدمة جليلة للإرهابيين الذين أرادوا زرع الرعب في ربوع الكويت، وأرادوا إقامة حفلات سفك الدماء وقتل الأبرياء وترويع الآمنين.
"س.ش". كويتي آخر، انضم إلى قائمة الخائنين لوطنهم، فأقام مخيما في بر الكويت، مستغلا مناخ الحرية والتسامح والديمقراطية الذي أنعم الله به على شعب هذا البلد الشقيق، فأبى إلا أن يشوه هذه الصورة الجميلة بإقامة مخيم لإفساد عقول الشباب وغسل أدمغتهم. فنصب نفسه الحاكم بأمر الله وحمل لقب "أمير الجماعة"!.
"العجمي" والأخ الذي أطلق على نفسه "أمير الجماعة"، قيادات إرهابية سقطت ضمن سلسلة من القيادات الإرهابية التي أرادت أن تقض مضاجع الشعب الكويتي، وأن تمسح البسمة من فوق ثغر أطفال الكويت، وتصبغ وجوههم بالدموع والأحزان, وأن تقيم حفلات القتل المجنونة، لا لشيء، إلا لأنهم يحملون فوق أجسادهم رؤوسا وأدمغة خاوية.
أراد الله أن يحفظ الكويت وشعبها، وحين يريد الله، فلا شيء فوق إرادته، ولا راد لقضائه. فسقطت عصابة القتل والدمار تحت الضربات المتتالية لقوات الأمن الكويتية، التي استطاعت في زمن قياسي، وبفضل من الله عز وجل، محاصرة القيادات الإرهابية وقطع سبل اتصالاتهم وإلقائهم في شباكها.
والسؤال المطروح اليوم هو: ما الذي أدى بهؤلاء إلى الانخراط في هذا المسلك الإرهابي المشين؟. ما الذي دفعهم إلى هذا الجنون؟. ما الذي جعل قتل الأبرياء وإزهاق أرواح المدنيين الآمنين في نظرهم أمرا طبيعيا؟. من الذي أوصلهم إلى قناعة بالقيام بأعمال التخريب ضد منشآت وأبناء وطنهم؟. ما الذي دفعهم إلى خيانة وطنهم باسم الدين الإسلامي؟. وهل يعتبر هؤلاء الكويت وشعبها كفرة ومرتدين ومشركين وخارجين عن الإسلام، وهؤلاء المخربون هم فقط الذين يعرفون الإسلام؟.
بأي حق نصب هؤلاء المارقون أنفسهم قضاة وجلادين لمحاكمة وقتل أبناء وطنهم؟. بأي منطق أعطوا لأنفسهم الحق في خيانة الوطن الذي رباهم وعلمهم وكبرهم وأعطاهم الشهادة والوظيفة والمنصب والمسكن والملبس؟. بأي حق رفع هؤلاء القوم السلاح في وجه وطنهم؟. وبأي حق زرعوا الفساد في ربوع وطن أعطاهم دون منة أو فضل؟. هل هذا هو جزاء الوطن الكويتي من قبل هذه الفئة المخبولة؟.
هناك الكثير من أصحاب الأقلام والأفكار العربية، والعديد من المثقفين العرب الذين ينسبون ظهور وتنامي الإرهاب إلى الفقر والبطالة والمظالم وغياب العدالة الاجتماعية. وكنت على الدوام أخالف هؤلاء الرأي وأقول إنني ما زلت على قناعة تامة بأن بروز ظاهرة الإرهاب لا صلة له بالفقر، وإلا كانت المجتمعات الفقيرة في أفريقيا وأميركا اللاتينية وشرق آسيا مرتعا للإرهاب والإرهابيين. وكنت وما زلت على قناعة بأن هذا النمو القبيح للإرهاب الذي يشهده الوطن العربي والعالم الإسلامي، هو نتاج عملية دقيقة ومنظمة لغسل أدمغة الشباب، من قبل المدارس والمعاهد التي تتخذ من الدين الإسلامي ستارا لتمرير كل الأفكار المتطرفة في نفوس وعقول الشباب المسلم. وهو نتاج عملية تخريب متقنة من قبل فئة مارقة جاهلة، تعمل في الظلام باسم الدين الإسلامي، وتطلق على نفسها أسماء إسلامية وتزعم أنها جماعات إسلامية أو جهادية... والإسلام منها بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
ابحثوا عن أسباب أخرى غير الفقر والمظالم الاجتماعية لفهم ظاهرة تنامي الإرهاب في المجتمعات النفطية.