"أبومازن" وضع تل أبيب في موقف حرج... ودعوة لإنقاذ نهر الأردن


الدعوة إلى وقف إطلاق النار، ومساعي الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإقناع الفصائل الفلسطينية بوقف هجماتها ضد إسرائيل، وتوجيه اللوم للأمير هاري إبن ولي العهد البريطاني لارتدائه شارة النازية، والمطالبة بحماية نهر الأردن من التلوث، موضوعات نعرض لها ضمن جولة أسبوعية في الصحافة الإسرائيلية.


خطوة شجاعة وحكيمة


في مقال نشرته "هآرتس" يوم أمس الثلاثاء أثنى المحلل العسكري الإسرائيلي الشهير " زئيف شيف" على قرار "أبومازن" نشر قوات أمن فلسطينية على حدود قطاع غزة. الكاتب يرى أن هذه الخطوة كانت مستحيلة أثناء وجود الرئيس عرفات، الذي لم تكن لديه الرغبة في تنفيذها، وأن محمود عباس عبر بهذه الخطوة عن رغبته الواضحة في وضع حد لسفك الدماء. المقال الذي حمل عنوان "رابض خلف الصخرة" حمل اتهاماً لـ"حزب الله" اللبناني، فعلى الرغم من أن حركة "حماس" مستعدة لوقف إطلاق صواريخ "القسام" على المستوطنات الإسرائيلية، وعلى الرغم من إعلان تل أبيب أنها ستقابل وقف العنف والإرهاب بوقف عملياتها العسكرية في الأراضي المحتلة، فإن ثمة مشكلة تتمثل في وجود لاعب آخر في المشهد الفلسطيني ألا وهو "حزب الله" الذي بمقدوره تنفيذ هجمات على نطاق واسع ضد إسرائيل بغرض إشاعة الفوضى وإرباك مساعي السلام، حتى ولو كانت النتيجة تكبيد الفلسطينيين ثمناً باهظاً.


وقف إطلاق النار الإسرائيلي


لم تفاجئ افتتاحية صحيفة "هآرتس"، ليوم الاثنين الماضي، القراء بمطالبتها الحكومة الإسرائيلية العمل على وقف إطلاق النار من جانبها مقابل ما توصل إليه رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس من اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي". فالصحيفة كانت قد بادرت إلى القول في نهاية الأسبوع الماضي إن توصل محمود عباس إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع المنظمات المسلحة في غزة والضفة الغربية مرهون أيضاً بمدى تجاوب إسرائيل فيما يخص وقف العمليات العسكرية، ووقف هدم المنازل وعمليات الاغتيال المنظم. "هآرتس" ترى أن على إسرائيل دعم الرئيس الفلسطيني الجديد في مساعيه السلمية في الوقت الراهن. ذلك أن ما حققه "عباس" يفتح الباب لمرحلة مستقبلية تنبئ بالخير، وقد بدأت بوادرها بإعلان الفصائل الفلسطينية المسلحة التجاوب مع طلبه بوقف إطلاق النار، وترك المجال له ليقوم بالتفاوض مع إسرائيل مباشرة، وبالطرق السياسية.


وحسب الصحيفة فإن كل ما قام به محمود عباس يضع إسرائيل في موضع حرج إذا ما واصلت عملياتها ضد "حماس" و"الجهاد الإسلامي". ولذلك أصبح لزاماً على الحكومة الإسرائيلية أن تعلن رسمياً، وعلانية، وقفها لإطلاق النار أيضاً. ومن جانب آخر طالبت أرئيل شارون الإسراع بلقاء محمود عباس، وعودة الحياة الطبيعية للمعابر الإسرائيلية على الحدود مع الضفة والقطاع، خاصة معبر "كارني" الذي أغلق مؤخراً.


لن تصمد الهدنة


"وقف إطلاق النار مؤقت ولن يصمد طويلاً"... هذا ما تنبأ به الكاتب ناحوم برنييع في صحيفة "يديعوت أحرونوت" قبل يومين، وهو يعلل ذلك بالقول:"إن كل تحليل مستقيم للمصالح، وللغرائز، ولطبع أطراف الحرب الشرق أوسطية، يقود إلى استنتاج واحد: إطلاق النار سيستأنف. سيحدث ذلك بعد شهر، بعد سنة، وربما بعد أسبوع. وإذا لم يكن ذلك بسبب حماس، فبسبب إحدى التنظيمات العابرة، أو بسبب إيران، أو حزب الله، أو لأن الاتصالات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ستصل، كما يقدر الجميع، إلى باب موصد".


ويرى الكاتب أنه "بدل البكاء على الحليب (حسب تعبيره)، الذي سيسكب، يفضل استغلال إيجابيات فترة الهدوء حتى النهاية". الكاتب يرى أن الإسرائيليين والفلسطينيين، على جانبي الجدار في غزة، يتوقون إلى فترة هدوء. والانخفاض الحاد في العمليات، على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، يقدم مساهمة كبيرة للاقتصاد، وبفضله يتحقق الاستقرار، ويعود السياح إلى التدفق من جديد، وتعود مشاعر الأمن التي عايشها الطرفان المتصارعان قبل سبتمبر 2000، ولكنه لا يراهن على ذلك!


نازية الأمير هاري


شن كاتب إسرائيلي عبر صفحات "جيروزاليم بوست" هجوماً شرساً على الأمير هاري، الابن الثاني لولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، لارتدائه شعار الحزب النازي الألماني عند ذهابه إلى حفل عيد ميلاد تنكري نظمه أحد أصدقائه في لندن. الكاتب، ديفيد هوروفيدز، اعتبر هذا التصرف من الأمير الشاب دليلاً على عدم نضجه، وضعف ثقافته، خاصة أنه كتب تحت شعار النازية عبارة "هاري النازي"، وهو بحسب الكاتب، لا يعرف بالتأكيد معنى أن يكون نازياً.


وفي اعتقاد