تحت عنوان "الانتخابات العراقية والانقسام الغربي" نشرت "وجهات نظر" يوم الاثنين الموافق 24-1-2005 مقالاً للكاتب والمحلل السياسي توماس فريدمان، وضمن ردي على ما جاء في ذلك المقال بودي بادئ ذي بدء أن أطلب من الكاتب أن يستميحني عذراً لأطلب منه الكف عن مغالطاته الكثيرة عن الشعوب العربية والإسلامية التي ينشرها تباعاً ضمن المساحة المخصصة له بصحيفته الأميركية "نيويورك تايمز" والتي هي مثل الحرباء تتغير حسب الزمان والمكان الموجود به، فإن كان بدولة عربية حاول تغليفها بشيء من القبولية لدى القارئ العربي وذلك بذكر بعض محاسنهم والتي تكون في أغلب الحال كما يقول المثل العربي (شكر أجواد عيب بآخرين).
أما عن موضوع مقاله فسأكتفي بالرد على ما جاء بالجزئية الأخيرة منه التي تحدث فيها عن لقائه بالفتاتين الفرنسيتين في ضاحية سانت كوين الفرنسية، وذلك بطرح عدة تساؤلات تندرج في ما قاله بخصوص عدم ثقة تينك الفتاتين بالتلفزيون الفرنسي ومتابعتهما فقط لقناة "الجزيرة". فمن الذي جعل تينك الفتاتين لا تثقان بالتلفزيون الفرنسي؟ بل من الذي جعلنا نحن جميعاً لا نثق بكل ما ينشره الإعلام الغربي إلا النزر اليسير منه؟ والجواب هو بكل بساطة: أن ذلك الإعلام تنتهي حياديته وموضوعيته عندما يتعلق الخبر بما يمكن أن يلطخ سمعة بلدانه بل والأدهى وأمرّ هو أنه يحاول تغيير تلك المساوئ إلى حسنات أو في أبعد الحالات إلى تصرف أفراد لا غير. فمن الذي حارب المفكر السياسي الفرنسي جارودي عندما قال إن المحرقة هي فرية؟ من الذي أجبر نائب مدير إذاعة فرنسا على الاستقالة عندما حاول فضح الانتهاكات الإسرائيلية في كتابه الذي أصدره أخيراً؟ من الذي فصل المعلق الأميركي الشهير الذي كان يراسل محطة CNN إبان حرب الخليج الثانية عندما نقل فظائع ما خلفه قصف الطائرات الأميركية والمتحالفة معها على بغداد؟ وأقول لتوماس فريدمان: من الذي أرغم مراسلي الـBBC في الأراضي المحتلة الفلسطينية على تغطية سردك أنت للمقابلة التي جمعتك بالفتاتين الفرنسيتين؟ هل هو جزء من التحريض غير المعلن أم أنه لم يكفك ما حل بالعرب والمسلمين من تحرش ومضايقة في أميركا -بفضل مقالاتك أنت وبعض أمثالك حتى أدرجت نقل تلك العدوانية إلى أوروبا؟ فلم يعد يوجد ما هو مستبعد في زمن قانون الغاب.
بتار ولد محمد المختار - موريتانيا