الفقر أخطر من "تسونامي"... و"هويجنز" يُجسد طموحات أوروبا الفضائية


كيف يمكن تخفيض عدد فقراء العالم إلى النصف خلال السنوات العشر المقبلة؟ وهل يمكن حماية الرئيس الفرنسي من تهم الفساد التي تحوم حوله؟ وما هي حقيقة موقف واشنطن وسيئول تجاه برنامج بيونج يانج النووي؟ وماذا عن طموحات أوروبا الفضائية؟...تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة أسبوعية موجزة على الصحافة الدولية.


"تذكروا تسونامي الصامت"


هكذا عنونت صحيفة "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية افتتاحيتها يوم أمس الاثنين لتعرض تقريراً أممياً أعده 265 باحثاً عن المساعدات التنموية العالمية، يحذر من أن الملاريا تقتل كل شهر أعداداً هائلة من البشر تناهز ضحايا المد البحري الذي ضرب جنوب شرق آسيا نهاية ديسمبر الماضي. التقرير لفت الانتباه إلى أن عدد الذين يعيشون على أقل من دولار أميركي في اليوم، وهو مليار نسمة، أي سدس عدد سكان العالم، سيتناقص إلى النصف خلال السنوات العشر المقبلة. لكن كي يتحقق هذا الهدف يتعين على البلدان المانحة أن ترفع نسبة المعونات التي تقدمها للبلدان النامية لتصل إلى 0.45% من إجمالي ناتجها القومي، ما يفرض على دولة مثل أستراليا مضاعفة قيمة المساعدات التي تقدمها لدول العالم الثالث. لكن لم تصل أي دولة مانحة إلى هذه النسبة باستثناء النرويج والدنمارك ولكسمبورج وهولندا والسويد، فهذه الدول تقدم معونات سنوية تفوق ما تطمح إليه الأمم المتحدة وهو أن تقوم البلدان المانحة بإنفاق 0.7% من ناتجها المحلي الإجمالي على المساعدات التنموية. أما الولايات المتحدة فتقدم مساعدات تنموية تصل نسبتها إلى 0.16% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي، في حين قدمت أستراليا خلال العام الماضي مساعدات وصلت نسبتها إلى 0.26% من ناتجها الإجمالي، وأعلنت خلال الآونة الأخيرة عزمها خلال السنوات الخمس المقبلة تقديم مليار دولار إلى إندونيسيا. الصحيفة أشارت إلى أن كل أسترالي ينفق على المساعدات الأجنبية ما قيمته دولاران أسبوعياً، ومن ثم فإن مضاعفة هذا الرقم سيحرم كل أسترالي من تناول كوب من القهوة أو مشروب خفيف أسبوعياً!


"حماية الرئيس شيراك"


اختارت صحيفة "انترناشونال هيرالد تريبيون" هذه العبارة لتعنون بها افتتاحيتها يوم السبت الماضي كي تنتقد فكرة يروج لها أنصار الرئيس الفرنسي جاك شيراك مفادها منح الرؤساء الفرنسيين السابقين عضوية "مجلس الشيوخ" الفرنسي مدى الحياة، وهي فكرة تراها الصحيفة سيئة، كونها محاولة استباقية لحماية الرئيس الفرنسي من تهم الفساد التي تحوم حوله من خلال الحصول على الحصانة البرلمانية بعد تركه سدة الحكم. شيراك الذي ستنهي فترته الرئاسية في عام 2007 نأى بنفسه عن الفكرة التي لن يتم تطبيقها إلا بتعديل الدستور الفرنسي. وحسب الصحيفة، فإن تهم الفساد التي تحوم حول شيراك تعود إلى الفترة التي شغل خلالها منصب عمدة باريس والتي امتدت 18عاماً، لكن الهروب من المسؤولية بالتحايل على القانون واللجوء إلى حصانة برلمانية مدى الحياة سيكون خطأ جسيماً، فلا أحد فوق القانون، وأصدقاء شيراك في مجلس الشيوخ أجلوا بحكمة طلب منحه عضوية المجلس، وسيقدمون معروفاً لبلادهم إذا رفضوا هذا الفكرة الضارة والحمقاء.


"كوريا في رئاسة بوش الثانية"


تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية يوم السبت الماضي افتتاحية توصلت خلالها إلى قناعة مفادها أن واشنطن أصبحت الآن أقل عدائية في تعاملها مع برنامج بيونج يانج النووي، وذلك مقارنة بسياستها في الشهور الأولى من وصول الرئيس بوش الابن للبيت الأبيض. وفي نوفمبر الماضي اتفق بوش ونظيره الكوري الجنوبي "رومو هاين" على حل أزمة البرنامج النووي الكوري الشمالي بالطرق الدبلوماسية. وهو ما تراه الصحيفة إنجازاً دبلوماسيا حققته سيئول، التي تعارض فكرة لجوء الولايات المتحدة لاستخدام القوة العسكرية. صحيح أن واشنطن وسيئول متفقتان على تفكيك برنامج "بيونج يانج" النووي، لكنهما مختلفتان في الطريقة التي يمكن من خلالها تحقيق هذا الهدف؛ كوريا الجنوبية تقترح منح كوريا الشمالية حوافز للتخلي عن برنامجها النووي، لكن لا يزال "المحافظون الجدد" في إدارة بوش ينظرون إلى استخدام القوة العسكرية ضد بيونج يانج كملاذ أخير، ويصرون على أنه لا يمكن مكافأتها على سلوكها السيئ خلال السنوات الماضية. لكن واشنطن وسيئول قادرتان على حل هذا الخلاف استناداً إلى تحالف يناهز نصف قرن. أما كوريا الشمالية التي تحاول تأجيل مشاركتها في جولات المفاوضات السداسية، فيتعين عليها العودة إلى طاولة المفاوضات وفاء بوعدها الذي طرحته أمام وفد من الكونغرس الأميركي زارها في الأيام القليلة الماضية.


"هويجنز" والطموح