شكوك حول مصداقية حرب بوش ضد الطغيان... وتحديات أمام رايس


 خطاب الرئيس بوش الذي استهل به فترته الرئاسية الثانية، وتصديق مجلس "الشيوخ" على تعيين كوندوليزا رايس وزيرة للخارجية خلفاً لكولن باول، والبحث عن مدير جديد للبنك الدولي، وافتقار الولايات المتحدة لموظفين يتقنون اللغات الأجنبية، موضوعات أربعة نعرض لها ضمن إطلالتنا الأسبوعية على الصحافة الأميركية.


 "خطاب الحرية"


تحت هذا العنوان حللت "واشنطن بوست" في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي مضمون خطاب الرئيس بوش الذي ألقاه أثناء حفل تنصيبه. ففي خطابه الذي دام 21 دقيقة كرر بوش كلمة "الحرية" 27 مرة واستخدم كلمة "الحر" 15 مرة. وحسب الصحيفة، فإن الذين يبحثون عن إيماءات يمكن استخلاصها من خطاب بوش فعليهم التمعن في عبارته التي يقول فيها:"لقد قبلت بلادنا التزامات يصعب الوفاء بها لكن من المخزي التنصل منها"، وهي مقولة تنطبق، حسب الصحيفة، على العراق وأفغانستان. الرئيس أشار في خطابه إلى أن إدارته لن "تتجاهل" أو "تتسامح" مع الاستبداد، وذلك بمساندة أصحاب الرؤى الإصلاحية الديمقراطية، وتوضيح أن نجاح علاقات أميركا مع الدول الأخرى يعتمد على مدى احترام هذه الدول لشعوبها. لكن هذه الإدارة تدعم، حسب الصحيفة، الديمقراطية عندما تتقاطع مع المصالح الأميركية، كما هو الحال في العراق وإيران والأراضي الفلسطينية، وعندما اصطدمت معارضة الطغاة مع السياسات الأمنية والاقتصادية التي تتبناها واشنطن، غضت إدارة بوش طرفها خلال السنوات الأربع الماضية عن الاستبداد.


كوندوليزا و"المسرحية السياسية"


في افتتاحيتها المنشورة يوم الأربعاء الماضي وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" جلسة الاستماع، التي أجراها مجلس الشيوخ لتأكيد تعيين كوندوليزا رايس في منصب وزير الخارجية بأنها كانت أشبه بـ"مسرحية سياسية"؛ فكوندوليزا تصرفت كما لو كانت الأمور في العراق وفي مناطق أخرى قد سارت وفق خطة أميركية محكمة، وفي المقابل تعامل أعضاء مجلس الشيوخ مع الوزيرة الجديدة على أنها لم تكن جزءاً من مسلسل كوارث السياسة الخارجية التي شهدتها إدارة الرئيس بوش. الصحيفة ذكّرت بأخطاء ارتكبتها "رايس" خلال السنوات الماضية، فقد كانت أحد المؤيدين المتحمسين لتفكيك المنظمات الدولية والتنصل من المعاهدات الدولية، كما كشفت لجنة التحقيق في هجمات سبتمبر تجاهل الوزيرة الجديدة لخطر الإرهاب، وكانت أحد أبرز المؤيدين للحرب على العراق. الصحيفة تمنت ألا يكون المقصود بـ"الدبلوماسية الشعبية"، التي قالت "كوندي" إنها ستنهمك فيها خلال الفترة المقبلة، مجرد محاولة لترويج سياسة خارجية أميركية معيبة ترفضها الحكومات، فالولايات المتحدة تحتاج الآن إلى وزير خارجية لديه القدرة على الاعتراف بالأخطاء السابقة، ويستطيع استخدام علاقته بالرئيس لجعل سياسات الولايات المتحدة أكثر عقلانية ورشداً. أما صحيفة "واشنطن بوست" فركزت، في افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي على التعهدات التي وردت أثناء الجلسة على لسان "رايس"، كالاهتمام بصفة شخصية باستغلال التقدم الحاصل الآن في النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي. الصحيفة رأت أن تدخلاً نشطاً من قبل وزيرة الخارجية الجديدة سيكون أداة لتحسين المكانة الاستراتيجية للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، وإصلاح علاقات واشنطن مع الحكومات الأوروبية. وحسب الصحيفة فإن نجاح "رايس" سيكون مرهوناً بالدفع في اتجاه أجندة أميركية للسلام على كل من الفلسطينيين والإسرائيليين، فساعتها ستكون "رايس" نجحت في جعل فترة بوش الرئاسية الثانية فترة للدبلوماسية.


 "رئيس مختلف"


 هكذا عنون "جيف جاكوبي" مقاله المنشور يوم الجمعة الماضي في صحيفة "بوسطن غلوب" ليطرح تساؤلات تعكس تناقضاً في مسألة إعادة انتخاب الرئيس بوش أهمها: لماذا أصبح هذا الرجل الرئيس رقم 16 في تاريخ الولايات المتحدة الذي فاز بفترتين رئاسيتين؟ ولماذا منحه الناخبون أصواتهم لا ليفوز فقط برئاسة ثانية بل ليحصل حزبه على أغلبية غير مسبوقة منذ عام 1936 في مجلسي الشيوخ والنواب وذلك على الرغم من أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى أن غالبية الأميركيين غير راضين عن سياسته في العراق وفي مجال الضمان الاجتماعي والميزانية والاقتصاد والهجرة والرعاية الصحية، كما أن 52% فقط من الأميركيين راضون عن سياساته بشكل عام وهي النسبة الأقل لرئيس أميركي بعد خوضه الحرب باستثناء الرئيس نيكسون؟ هذا التناقضات لاشك ستشغل في السنوات المقبلة بال المؤرخين.


رئيس جديد للبنك الدولي


 طالبت "واشنطن بوست" في افتتاحيتها يوم أمس الأحد البيت الأبيض بالبحث عن رئيس جديد للبنك الدولي، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الحالي للبنك "جيمس دي. ويلفنسون" عزمه الاستقالة من منصبه. الصحيفة طرحت أس